وقال الدكتور محمد سالم أبوعاصي، أستاذ التفسير، عميد كلية الدراسات العليا السابق بجامعة الأزهر، إن بعض المتشددين قالوا إن المرأة لابد أن تغطي وجهها، واعتبروا أن وجه المرأة عورة كفرجها.
وأضاف «أبوعاصي»خلال حديثه لبرنامج «أبواب القرآن» تقديم الإعلامي الدكتور محمد الباز، على قناة «إكسترا نيوز»، هذا كلام غير منطقي، والبعض من التيار المتشدد يرمي المرأة بالزنا إذا كانت تكشف وجهها، وهذا أمر خطير جدا ، سببه غياب النظرة إلى القرآن، وغياب التمعن في القرآن.
وأردف: «إذا القرآن أمر بغض البصر، إذا منطقيا أغض بصري عن امرأة أراها، أي أن هناك وجه مكشوف والقرآن يأمر بغض بصرك، فلما تجيب روايات يذكرها ابن كثير والطبري على أن المرأة لابد أن تخرج ولا يظهر منها إلا عين واحدة، فيقولون إن النقاب فرض، فإذا كان النقاب فرض ما معنى أن الله يأمرنا نغض أبصارنا؟ وعن أي شيء نغض أبصارنا؟».
أبوعاصي يدعو لجمع الأحاديث المتفقة مع القرآن لمنع البلبلة حول السنة
دعا أستاذ التفسير عميد كلية الدراسات العليا السابق بجامعة الأزهر لتبنى مشروع يقوم بجمع الأحاديث التي تتفق مع القرآن، وذلك من أجل ولذلك منع البلبلة حول السنة.
وقال «أبوعاصي» إنه يجب أن نجمع الأحاديث التي لا خلاف بينها وبين القرآن، لغربلة السنة، مضيفا: «الأحاديث التي تتفق مع القرآن مقبولة، والتي تتفق مع قواعد الإسلام العامة، مقبولة، والقاعدة العامة في الإسلام نفي الضرر، فلما نجد حديث يقول لا ضرر ولا ضرار، إذن الحديث ده يتفق مع قواعد القرآن ويتفق مع الفكر الإنساني ويتفق مع أصول الشريعة الإسلامية».
وأشار إلى أن بعض العلماء ألف كتاب رائع جدا وهو موجود في مصر سماه «الفوائد المقصودة في بيان الأحاديث الشاذة المردودة» وجمع أحاديث في الصحيحين وقال هذه أحاديث شاذة لأنها تخالف قواعد العامة.
وأردف: «مثلا الجماعة المتسلفة يقولون ربنا في السماء ويرددون ويستشهدون بحديث «أين الله قالت في السماء»، القاعدة العامة أن الدخول في الاسلام بالشهادتين بلا إله إلا الله محمد رسول الله، وليس بسؤال الإنسان عن مكان الله سبحانه وتعالى».
وأشار إلى أن الشيخ عبد الله الغماري في كتابه «الفوائد المقصودة» قال عن حديث «لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد» هذا حديث شاذ، بناء على أننا لا نعرف قبور الأنبياء لنتخذها مساجد، والشيخ محمد الغزالي في كتابه «تراثنا بين الشرع والفكر» أيد الشيخ الغماري ونقل منه كثير وإن خالفه في بعض المرئيات الفكرية.
وأوضح أنه يمكن غربلة الأحاديث وفقا لميزان في المتون، وأنه لازم نعود إلى علماء أصول الفقه لأن أصول الفقه في الأعم الأغلب أكثر قواعده منطقية وعقلية.
وأردف: «ثم نعمل مشروع آخر لجمع الأحاديث التي تخالف القرآن، ونعمل مشروع ثالث لدراسة الحديث في ضوء الملابسات والظروف فمثلا حديث «لا تبدأوا اليهود والنصارى بالسلام» «وإذا لقيتموهم فضيقوا عليهم» نجد في القرآن الكريم يقول «لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم»، إذا الحديث ممكن نفسره في ظرفه التاريخي إنه كان هناك حرب مثلا في المدينة، وحكمه ليس مطلق وإنما مقيد بظرفه التاريخي.
المجالس – إكسترا نيوز
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأ خبار المحلية