القرار الجديد لمحكمة العدل الدولية الذي صدر يوم الخميس الماضي ضد الاحتلال الإسرائيلي لأرضنا العربية خطوة مهمة للوصول إلى محاكمة مرتكبي جرائم الإبادة الجماعية في غزة إلى القضاء الدولى.. كما سيكون خطوة تقربنا من حل نهائي لهذه القضية التى دفعنا ثمنا باهظا من أجلها.
محكمة العدل الدولية قررت بالإجماع اتخاذ كل الإجراءات الضرورية والفاعلة لضمان دخول إمدادات الغذاء الأساسية لسكان غزة دون تأخير. وأكدت المحكمة أن السكان في غزة لم يعودوا يواجهون فقط خطر المجاعة، بل إن «هذه المجاعة قد تحققت فعليا».
وأضافت محكمة العدل الدولية أن التطورات الأخيرة فى قطاع غزة وفى رفح من شأنها أن تزيد بشكل كبير ما يعتبر «كابوسا إنسانيا متحققا بالفعل».
وهذا القرار يؤكد لدى قضاة المحكمة أن إسرائيل ترتكب جريمة الإبادة الجماعية وهي الجريمة التي نصت عليها الاتفاقية الدولية لمنع الإبادة الجماعية ويأتي هنا دور المحكمة الجنائية الدولية التي وجب على المدعي العام فتح تحقيق واسع وشفاف خصوصا أن الأدلة كلها أصبحت تحت يده منها قرار قضائي من أعلى سلطة قضائية دولية.
وعلى الحكومات العربية المنضمة للمحكمة الجنائية أن تتقدم بسرعة بمذكرات تطلب فيها القبض على قادة الكيان الصهيوني وحلفائهم ومن زودهم بالأسلحة التي استخدمت في إبادة الشعب الفلسطيني في غزة وعندما تصدر المحكمة هذا القرار سيكون خطوة مهمة في طريق محاسبة المجرمين وقد تعود الثقة إلى النظام القانونى الدولي وتنتهي مع نظرية الكيل بمكيالين في قضايا الإبادة وجرائم الحرب والعدوان.
وسبق قرار المحكمة قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار في الأيام الباقية في رمضان وهو القرار الأول الذي لم تعترض عليه الحليف الاستراتيجي للكيان الصهيوني الولايات المتحدة عليه ومر القرار بدون أن ينص على آلية تنفيذية لتنفيذ القرار ورغم ذلك فهو خطوة جيدة لكنها تحتاج إلى عمل جماعي عربي ودولي لدخوله حيز التنفيذ خصوصا أن الشهر الكريم على وشك الانتهاء.
ستبقى القضية الفلسطينية هي القضية الأولى للشعوب العربية والإسلامية والشعوب الحرة وهذه الأحداث أعادتها مرة أخرى إلى الواجهة وتوجد فرصة كبيرة للوصول إلى الحل النهائي بعد التغيير الذي حدث في الرأى العام العالمي وفقدت إسرائيل شعبيتها في الدول الحليفة لها وفشلت كل محاولات منع المعلومات عن هذه الشعوب الحراك الشعبي العالمي الآن أقوى وأكبر وأوسع ولابد من استغلاله والبناء عليه ليكون أداة ضغط على الحكومات المؤيدة لإسرائيل من أجل فرض عزلة دولية عليها وإجبارها على العودة إلى طاولة المفاوضات وفق جدول زمني محدد ينتهي باتفاق حل الدولتين وفق مبادرة السلام العربية التي هي بمثابة الحد الأدني للاتفاق وأخيرا لابد من إعادة توجيه الشكر والتقدير لحكومة وشعب جنوب أفريقيا هذه الدولة التى ضربت نموذجا فى احترام القيم والتقاليد الدولية برفضها التام لجرائم الإبادة والفصل العنصرى وهى بالفعل قائد للقارة الأفريقية ورمز الإنسانية وحماية حقوق الإنسان العالمية.. شكرا أبناء نيلسون مانديلا على كل ما فعلتموه من أجل نصرة الحق الفلسطيني في وقت تخاذل فيه الكثير من أبناء جلدتنا.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأ خبار المحلية