حكى لى أحد الوزراء السابقين مادار بينه وبين الرئيس مبارك أثناء وجوده في المستشفى بعد الثورة.. طلب الوزير تحديد موعد لزيارة الرئيس مثله مثل الكثيرين الذين طلبوا نفس الطلب وكان أغلبهم من الشخصيات التي عملت مع الرئيس وتربطهم به علاقة موده ولم تكن حالة الرئيس وقتها تسمح باستقبال الكثيرين، ولذلك كان يختار زواره في أضيق نطاق.. ووافق الرئيس على زيارة الوزير الذي تربطني به عشرة السنين فقد اقتربت منه كثيرا أثناء وجوده في السلطه واستمرت العلاقه حتى يومنا هذا خاصه انه كان من القلائل الذين خرجوا من السلطه كما دخلوها لا يملك إلا راتبه.
زار الوزير الرئيس واستمر الحوار ثلاث ساعات كامله وتطرق الحديث إلى قضايا ووقائع وأحداث يتناولها التاريخ ويتوقف عندها كثيرا، وكان من بين تلك الوقائع ما دار بين الرئيس مبارك والرئيس الأمريكى أوباما فى المكالمه الشهيره التى طالبه فيها بالتنحى وقال له الآن يعنى الآن.. كانت التفاصيل فى هذا الموقف وغيره من المواقف تؤكد أن الرئيس مبارك كان رجلا وطنيا.. كانت المكالمه بمثابة معركه ومبارزه فريده من نوعها خاصه عندما تحدث أوباما عن مصر وطلب من الرئيس مبارك بالتنحى.
كانت كلمات الرئيس الأمريكي مستفزه وكان يتحدث عن مصر كأنها بلد أبوه وهنا انتفض الرئيس مبارك وقال له ماذا تعرف أنت عن مصر.. أنت لا تعرف شيئا عن مصر.. واستمرت المكالمه بهذه الحده حتى نهايتها.
تذكرت هذا الموقف وأنا أتابع تصريحات جاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي السابق ترامب وكبير مستشاريه.
حديث كوشنر الذى جاء خلال محاضره بجامعة هارفارد يكشف عن عقيدته الراسخه التى يعمل من أجلها.. التصريحات تؤكد أن كوشنر يسير على نهج أوباما.. بل إنه يتفوق عليه.. فقد كان أوباما يتحدث عن مصر كأنها بلد أبوه.. أما كوشنر فقد تحدث عن مصر ودول المنطقه كلها كأنها بلاد أبوه وأمه وميراث أجداده.
تحدث كوشنر عن ضرورة قيام إسرائيل بطرد الفلسطينيين من غزه و«تنظيفها» وكأنهم حشرات وحيوانات.. تحدث كوشنر عن ضرورة قيام المحتل الغاصب بطرد أصحاب الأرض وأصحاب الحق، ورسخ للمذابح وجرائم القتل والتشريد والدمار بحق غزه وأهلها بل زاد على ذلك بدعوته إلى استئصال الشعب الأعزل ومحوه من على وجه الأرض.. تحدث كوشنر عن ضرورة تهجير الفلسطينيين ونقلهم إلى النقب أو مصر.. نفس العقيده التى كان يؤمن بها أوباما ونفس النهج ونفس العنصريه والغطرسه..
كان حاكم البيت الأبيض يتحدث عن مصر ودول المنطقه كأنها ولايات أمريكيه خاضعه لأوامره ونواهيه وكان يعتبر نفسه الحاكم بأمره فى تحديد مصيرها .
ولأن كوشنر طفل مدلل حديث العهد بالسياسه ومطلوب إعداده وتجهيزه فى أسرع وقت ربما ليكون رئيسا للولايات المتحده فى المستقبل.. إلا أن هذا المراهق اليهودى لا يملك شيئا من مقومات أوباما ولا القاده السابقين.. ويبدو أنه لا يقرأ ولا يتعلم ولا يستوعب دروس التاريخ.. لا يعلم هذا الأحمق الأرعن أن محو شعب من الوجود هو أمر مستحيل، والحديث عن بلد بحجم مصر بهذه الطريقه لا يعدو كونه حديث الصبيان المراهقين وله فى سيرة السابقين العبره والعظه.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأ خبار المحلية