يرى بعض المؤرخين أن ابن خلدون في مقدمته رَصدَ ومَحصَ الحوادث وبحث عن أسبابها، هذان الأمران يستلزمان معرفة أحوال الشعوب وطبيعة العمران.
وكان ابن خلدون يرى العمران في زمانه قد أصابه الكثير من النقصان، وأكد على أن الدول التي أشرقت شموسها في العالم قد غاب الكثير من معالمها وعمرانها، لقد أندثر الكثير من تلك المعالم وأن الذي وصل إلينا هو أقل القليل من العلوم التي وصلوا إليها.
هذا ما أكده عدم علم العلماء حتى الآن رغم ما يُقال إننا أكثر تقدم من تلك الأمم، ولكننا لا ننظر إلى أسلافنا كيف كان عندهم علم التحنيط وكثير من علوم الفلك والهندسة وكيف تم بناء الأهرامات، وكيف تم نقل حجرها وكيف ارتفعت تلك الأحجار تلك الارتفاعات، ثم قاموا بعد البناء بكساء الأهرام بالحجر الجيري، كلها تؤكد أن هؤلاء القدماء والحضارة الفرعونية كانوا أكثر منا علماً.
كان لديهم علماء في كل علوم الأرض في الهندسة والطب والفلك، لم يبقى من تلك العلوم إلا آثارها وأخبار الحروب والمعارك التي انتصروا فيها، ليعلم الجميع أن ما ينفع الناس دائماً إلى زوال، والذي كان سبب موتهم من حروب ومعارك ما هي إلا ذكرى تنعى قائدها، ولكن الآن الكل يعمل لصالح هذا القائد ولا يهمه غير بقاء ذكراه حتى لو وصلوا إلى ما وصلوا إليه من علوم.
لم نقصد أحد!!
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأ خبار المحلية