من الملفت للنظر أنه منذ استقالة الحكومة.. وجدنا تكهنات كثيرة حول من القادم ومن المغادر ومحاولات الوزراء الإبقاء على حظوظهم بتكثيف الأنشطة الخاصة بهم.. والتحرك ميدانيا بكثافة غير معهودة منهم.. والغموض حول موعد إعلان تشكيل الحكومة الجديدة يزيد من هذه الحالة التي انتقلت إلى المحافظين.. وهي الحركة التالية بعد أداء الحكومة الجديدة اليمين الدستورية.
خلال الأيام الماضية وجدنا نشاطا واسعا للمحافظين لم يحدث منذ الحركة الأخيرة لهم.. حتى هؤلاء الذين عكفوا في مكاتبهم نجدهم في الشوارع حتى المرضى منهم يقومون بجولات ميدانية يتفقدون مشروعات يشرفون بأنفسهم على حملات إزالة المخالفات والنظافة ويحضرون حتى حفلات المدارس وقصور الثقافة في محاولة للتلميع الإعلامي وكأنهم يقولون لصانع القرار نحن هنا ونعمل على الأرض.
فهناك محافظ كان يوكل كل أعماله لنائبه حتى في استقبال ضيوف المحافظة من دبلوماسيين وسفراء وشخصيات سياسية ومشاهير حتى ظن الناس في هذه المحافظة أن النائب هو المحافظ الحقيقي فكانوا يذهبون إليه لحل مشاكلهم.
هذا المحافظ ظهر الآن في الشوارع وفي الجولات لا يبالي بارتفاع درجات الحرارة.. وهناك آخر لا يهتم إلا بالشوارع الرئيسية في عاصمة المحافظة ولا يعرف شيء عن بقية المدن والوحدات المحلية نجده الآن يقوم بجولات في هذه المدن وهي الزيارات الأولى منذ توليه المنصب.
حركة المحافظين القادمة حركت مسجوني المكاتب وجعلتهم يتحركون في محاولة للعودة إلى دائرة الضوء ولفت نظر من يملك صلاحية الإبقاء عليهم في مناصبهم.
التغير الوزاري وحركة المحافظين يأتيان في وقت دقيق.. وقت تعاني منه الدولة من أزمات على رأسها انقطاع الكهرباء وتخفيف الأحمال والارتفاع غير المبرر في الأسعار وحالة الركود الاقتصادي التي تشهدها البلاد منذ أزمة كورونا ومستمرة حتى الآن والانغلاق في المجال العام.
فالناس كانت تأمل في حكومة جديدة بالكامل قادرة على عبور هذه الأزمات التي شاركت فيها الحكومة الحالية.. ونحن نريد حكومة لديها سرعة في الاستجابة لمطالب الناس والعمل على تنفيذها، فالحكومة المستجيبة من أهم أركان الحكم الرشيد.
والناس تريد محافظين من الشباب لديهم القدرة على الحركة في الشارع بدون حراسات ومن أبناء هذه المحافظات يعلمون كل شيء عن المحافظة بداية من النجوع والقرى والمراكز والمدن والأحياء والعائلات والقبائل والعمد والمشايخ.. يقومون بتفقد كل شبر على أرض المحافظة لأن المثل العربي يقول «أهل مكة أدرى بشعابها».
الناس لديها طموح أن تأتي الحكومة الجديدة وحركة المحافظين ملبيه لطموحاتهم وتفتح لهم طاقة أمل في العبور من الوضع الحالي وأن تكون الحكومة صادقه في محاربة الفساد بكافة أشكاله وفي جميع المستويات.. حكومة تحارب الاحتكار في كل شيء.. حكومة لديها القدرة على إعادة هيكلة وتنظيم الاقتصاد المصري بحيث يكون القطاع الخاص هو من يعمل وهي تنظم العلاقة بينه وبين الشعب وتحاسب المخطئ.
المصريون ينتظرون بفارغ الصبر الإعلان عن الحكومة الجديدة وحركة المحافظين خاصه وأن هناك وزراء ومحافظين أمضوا في مناصبهم سنوات طويلة حتى توحدوا في كراسيهم وأصبحوا يعتقدون أنهم في عزبهم الخاصة وإن ترك المنصب سوف تنهار الوزارة والمحافظة وهم ينسون دائما أن التغيير سنة الحياة وله طرق كثيرة.. نتمنى أن تكون الحكومة القادمة على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقها وأن تعمل لإخراج البلاد من الأزمة الحالية التي تخنق المصريين.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأ خبار المحلية