في ظل أزمة المناخ وتداعياتها الخطيرة على الإنسان والبيئة في معظم دول العالم التي تنتقص من رفاهية البشر بسبب تقلبات الطبيعة التي ساهم فيها الإنسان بسلوكياته غير الرشيدة وزيادة الانبعثات الضارة وما يترتب عليها من ارتفاع في درجات الحرارة في بعض مناطق العالم والسيول في مناطق أخرى وندره المياه وشح الغذاء وهجرات الآلاف من البشر للبحث عن المياه والغذاء وتجنب الفيضانات والسيول وتدمير البنيه التحتية، كل ذلك استدعى الخبراء في دول العالم والمنظمات الدولية للبحث عن حلول ومقترحات للحد من تداعيات الظاهرة المناخية الجديدة ومحاوله التكيف معها وتلافي المخاطر منها.
ومن ثم اقترحوا عده مقترحات وآليات تنفيذ أرى أن نهتم بها في مصر في بداية الجمهورية الجديدة لأننا للأسف نقع ضمن المناطق الأكثر عرضه لمخاطر هذه التداعيات المناخية.
فنحن نعاني حاليا من ارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة التي تؤثر على نواحي شتى منها تدمير المحاصيل الزراعية، ومع العد الكبير للسكان تحدث فجوة غذائية ومن ثم نقص الغذاء من فاكهة وخضر، كذلك ارتفاع درجة حرارة جسم الإنسان وإصابته بالتوعك والانهاك والضعف والصداع وإصابته بمرض جديد أطلق عليه العلماء مسمى الاجهاد الحراري.
ومع زيادة الحرارة والشعور بالرطوبة يتصاعد معدل استهلاك الكهرباء ومواد الطاقة لتعدد الاستخدامات للأجهزة الكهربائية للحصول على التهوية اللازمة لحية الإنسان أو المواطن مما يمثل ضغط على موارد الدولة.
ومن ثم فإن الأمر يستلزم وضع استراتيجية تتضمن خطط وآليات تنفيذ للتكيف مع ظاهرة الاحتباس الحراري وتداعيات أزمه المناخ ومحاولة التقليل من أية خسائر في الأرواح أو البنية التحتية وتحقيق قدرا مناسبا من رفاهية المواطنين وجودة الحياة، وعليه نقترح في ضوء آراء الخبراء في المنظمات الدولية المعنية والدراسات في هذا المجال عدة مقترحات منها على سبيل المثال لا الحصر:
إنشاء مجلس أعلى لمواجهة التغيرات المناخية
يضم رئيس واتنين من المساعدين وأعضاء من وزارة الزراعة والصحة والتعليم والإعلام والدفاع والشرطة والهجرة وخبراء علم الاجتماع والنفس، عمل هذا المجلس يتمثل أنه منوط بتنفيذ الاستراتيجية على أرض الواقع بتنسيق مع كل جهات الدولة وإعطاء أوامر مباشرة لهم ومنها:
تكليف وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي بإعداد مناهج إثرائية لتنميه الوعي البيئي لدى الأطفال والشباب تتضمن مقررات الجغرافيا والعلوم والدين وعلم الاجتماع والقراءة والنصوص، السلوك الرشيد للحفاظ على البيئة والتنمية المستدامة فيها وترشيد الاستهلاك.
تكليف وزارة الشباب والبيئة والزراعة بتنفيذ مبادرات للتشجير وزيادة الثروة النباتية والحفاظ على الموجود منها في مصر وترشيد استهلاك الطاقة والغذاء وزراعة أشجار المانغروف للحماية من ارتفاع مستوى سطح البحر.
توجيه معسكر إعداد القادة بحلوان الخاص بشباب الجامعات بتضمين عمليه الوعي بالتغيرات المناخية وبالاشتراك في عملية التشجير على مستوى الجمهورية، توجيه مباشر للمحافظين ورؤساء الأحياء بالحفاظ على الثروة النباتية وتشجير المناطق والأحياء.
دور الإعلام
قيام الشركة المتحدة بحملات إعلامية مكثفة للحد من الاستهلاك وزيادة الوعي وكيفية التكيف مع التغير المناخي من خلال توظيف النجوم من المجال الرياضي والفني والخبراء.
دور المجلس القومي للمرأة
توجيه المجلس القومي للمرأة لتوعية الفتيات والنساء على التكيف مع التغيرات المناخية وتلافي التداعيات من خلال غسل الملابس بالمياه الباردة عدم استخدام المجفف الكهربائي وزرع النبات والخضروات بالمنزل وترشيد استهلاك الكهرباء والغذاء وتوعية الأبناء بذلك.
دور الدين
توجيه الخطاب الديني والدعوي في نفس الإطار.
دور وزارة الصحة
توجيه وزارة الصحة بتدريب الأطقم الطبية على أمراض الاجهاد الحراري والاسعافات الأولية في حاله الفيضانات أو السيول وغيرها من تداعيات.
وأخيرا إعلام الجميع أنها مسؤولية أخلاقية وإنسانية ودينية يشارك فيه الجميع الدولة والمواطن ومؤسسات المجتمع المدني.
للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأ خبار المحلية