يوم الأحد الماضي دعيت إلى ندوة نظمها المجلس القومي لحقوق الإنسان برئاسة السفيرة مشيرة خطاب لمناقشة تقرير الحريات الدينية الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية وتم مناقشة الجزء الخاص بمصر لأن التقرير يشمل كل دول العالم وهو تقرير يصدر بصفة سنوية منذ عام 1998.
وتم عرض ما جاء في التقرير من جوانب إيجابية وأخرى سلبية حول وضعية الحريات الدينية في مصر.. ولأن هذا التقرير في البداية هو تقرير سياسي منحاز وليس تقرير حقوق محايدا، فهناك خلاف في المنهج الذي اتبعه التقرير منذ البداية، لأنه يحمل عبارات سياسية منحازة للكيان الصهيوني واعتبار ما حدث يوم 7 أكتوبر الماضي هجوما إرهابيا وليس دفاعا عن النفس.
ومن هذا المنطلق شن التقرير هجوما على الأزهر الشريف وعلى النظام التعليمي في الأزهر معتبرا أن الأزهر يقف حجر عثرة على ممارسة أصحاب الأديان الأخرى شعائرهم الدينية.
والأمر الثاني في التقرير أنه ما يزال يعتبر جماعة الإخوان الإرهابية جماعة دينية محرومة من ممارسة أنشطتها الدينية، متجاهلا حرق الكنائس والمساجد الذي تم على يد أعضاء هذه الجماعة في السنوات الماضية.
وهنا يكشف التقرير أن الولايات المتحدة لا تزال تغازل جماعة الإخوان ولا تزال تعمل على إعادتها إلى الحياة مرة أخرى بعد أن قضت عليها ثورة 30 يونيو وهو ما أشرنا إليه في أكثر من مقال أن الإدارات الأمريكية المتعاقبة تحمي الإرهاب وجماعات الإرهاب وأن حربها على الإرهاب هي مخصصة لأعمال المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وطالما أن الجماعات الإرهابية لا تقترب من الكيان الصهيوني أو من الولايات المتحدة فهي جماعات سياسية أو دينية في وجهة نظرهم حتى لو خربت ودمرت آلاف الكنائس والمساجد واغتالت العشرات من المدنيين الآبرياء وخربت المنشآت العامة والخاصة في أي مكان في العالم.
التقرير يؤكد وبوضوح أن واضعيه أرادوا تحويل حوادث فردية لم تتكرر إلى ظواهر وعليها تبني أحكام دائمة ومستمرة رغم اعترافهم أن الحكومة المصرية قدمت لهم تسهيلات كبيرة في زيارة أماكن الاحتجاز للتأكد من ممارسة السجناء شعائرهم الدينية بكل حرية، وكذلك احتفال مصر برأس السنة اليهودية وتطوير وترميم معبدين يهوديين وافتتاحهما في احتفالية كبيرة.
التقرير في مجمله سياسي بحت ولا يجوز للمنظمات الحقوقية مناقشته أو الرد عليه، لكن الرد على التقرير مسؤولية وزارة الخارجية المصرية التؤ يجب أن تصدر الآن تقارير عن أوضاع الحريات في كل دول العالم، وخاصة الدول التي عينت نفسها حامية للحريات مثل الولايات المتحدة التي شهدت خلال الأشهر العشرة الماضية أبشع أنواع الانتهاكات للحريات وقمع كل معارضي العدوان الإسرائيلي على المدنيين في غزة.. وصعود اليمين المتطرف في الدول الأوروبية الذي يحمل عداء عنصريا لكل ما هو غير أوروبي ولا يتوانى في انتهاك ليس فقط الحريات الدينية لغير الأوروبيين ولكن الحريات السياسية والمدنية والثقافية والاجتماعية.
آن الأوان أن نتعامل مع الإدارة الأمريكية الند بالند وأن نفضح أوضاع حقوق الإنسان بها وأن نرصد كل الانتهاكات والأكاذيب التي تروجها الإدارة الأمريكية بأنها حامية الحريات والديمقراطية في العالم وفق ما تدعيه بالقيم والتقاليد الأمريكية.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية