سافر حنظلة إلى إحدى الدول المتقدمة التي تُعلم وتُعالج وتدفع إعانات نقدية وعينية لغير القادرين على العمل، حتى يجد هذا الشخص عملًا مناسبًا، ويقوم بدفع الضرائب التي يُصرف منها على غيره.
وسأل حنظلة لأنه «حِشري» عن قيمة الضرائب، أجابه مرافقه: تصاعدية، فكل ما زاد دخلك زادت ضرائبك، إنه العدل، وبدأ حنظلة في التجول في المدينة ورأى الشوارع نظيفة والمباني جميلة.
وإذ أثناء تجوله شاهد ما لم يتوقعه.. إشارة المرور انقطع عنها الكهرباء لمدة لا تزيد على ثلاث دقائق، وإذ بالحال انقلب إلى شوارع دار السلام أو بولاق الدكرور، الكل داخل في كله، لا أحد يرضى أن يسمح لغيره أن يمر، وتعطلت حركة المرور تمامًا.
وعاد حنظلة بغطرسته لسؤال المرافق له: ما هذا؟ قال: هذا سببه غياب الدولة التي تقوم بتنظيم العلاقات بين أفراد المجتمع، فإذا غابت الدولة يعود الفرد إلى فطرته البشرية في المزاحمة على كل شيء وأي شيء حتى لو كان هذا الشيء هو الطريق.
نظر حنظلة إلى مرافقه وسكت، وقال في نفسه ماذا يقول هذا الرجل، هل المجتمعات التي نعيش فيها لا يوجد فيها دور للدولة، وهو يُشاهد رجال المرور يقومون بتنظيم المرور، وأن الذي شاهده لا يوجد إلا في الأماكن التي يختفي فيها هؤلاء الرجال.
فحمد الله كثيرًا لأنه اكتشف أنه لا فرق بينه وبين الخواجة، ولكنها «عُقدة الخواجة» ودول «الخواجات».
لم نقصد أحدًا!!
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية