لم تكن القمه المصرية السعودية التي انعقدت منذ ساعات بالقاهرة مجرد قمة عادية.. ولم تكن زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لمصر أمس الثلاثاء مجرد زياره عادية أيضا.. وذلك لعدة أسباب أولها أن الزياره تأتي في وقت تشهد فيه المنطقة تطورات غير مسبوقة.. وهو ما يلقى بالمسؤولية على أكبر دولتين في المنطقة ويعظم دور محور القاهرة الرياض لأن هذا المحور يمكن أن يلعب دورا كبيرا في سير الأحداث وتطوراتها وأيضا في التصورات المستقبلية للمنطقة والمعادلات الصعبة الموجودة على الساحة حاليا.
التطورات الإقليمية فرضت نفسها على القمة وكانت هناك رسالة واضحة إلى مختلف الأطراف وهي تطابق الرؤية والتنسيق الكامل بين البلدين وهو ما يعنى أن محور القاهرة الرياض سيظل دائما صمام أمان هذه المنطقة وعمود الخيمة لأمتنا العربية.
لا يغيب على أحد أن هناك تنسيق سعودي مصري لحماية الأمن القومي العربي، ولا شك في أن الزيارة التي قام بها الأمير محمد بن سلمان لمصر تعد نقلة استراتيجية واقتصادية.. على الصعيد السياسي كانت الرسالة واضحة وهي أن محور القاهرة الرياض يدرك مسؤولياته في هذه الفترة العصيبة وأن التنسيق مستمر وسط اتفاق استيراتيجي يشمل كل المحاور وأن مصلحة البلدين حاضرة دائما وسط رؤية شاملة للتعامل مع المستجدات في المنطقة.
العلاقات الثنائية كانت على رأس جدول أعمال القمة وهو ما تبلور في تشكيل مجلس أعلى للتنسيق وتوقيع اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة بين البلدين.. وإذا عدنا إلى زيارة الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء إلى الرياض خلال الأيام الماضية ولقائه وزراء المجموعة الاقتصادية السعودية وكبار رجال الأعمال في البلدين نجد أن تلك الزيارة كانت في إطار التمهيد والإعداد للملف الاقتصادي الذي تناولته القمة أمس وأسفر عن توقيع مجلس التنسيق الأعلى واتفاقية تشجيع وحماية الإستثمارات.
التصريحات الصادرة عن القمة كانت تحمل رسائل واضحة أهمها عمق ومحورية العلاقات المصرية السعودية خاصة في ظل التهديدات التي تواجه المنطقة، بالإضافة إلى أهمية التنسيق المشترك لتجاوز المرحلة الدقيقة، وكذلك أهمية تعزيز العلاقات الثنائية ومواصلة البناء على الروابط التاريخية الممتدة بين البلدين والشعبين الشقيقين.
انتهت القمة ولكن رسائلها ستظل حاضرة سواء فيما يتعلق بأمن واستقرار المنطقة أو بالعلاقات الثنائية بين البلدين.. التطلعات تذهب إلى زيادة استثمارات القطاع الخاص السعودي في مصر والتي تجاوزت 35 مليار.
ودعم العلاقات الاقتصادية خاصة أن السعودية تعد ثاني أكبر شريك تجاري لمصر، حيث يبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 12.8 مليار دولار.
وتبقى الرساله الأخيرة والأهم وهي أن مصر والسعودية علاقة أبدية يجمعهما وحدة الدم والمصير.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية