كلما تراجعت العملية التعليمية تراجعت المجتمعات، هذه العبارة كافية للإجابة عن سؤال يراود البعض عن أسباب تراجعنا وتخلفنا وأصبحنا في ذيل الأمم.. إنه التعليم.
هذا ما كان يعيه الاستعمار جداً، وعندما احتل بلادنا اهتم أن يكون التعليم تابع له، وأدخل المجتمع في عدد من القضايا الهامشية وتركها لتكون محل خلاف وانقسام بين الناس.
فلم تكن قضية ريادة المرأة قضية محل خلاف.. بدليل أن هناك العديد من النساء من قبل التاريخ كانوا ملوك وأميرات قبل تلك الدول التي ترفع رايات حقوق المرأة منهم «بلقيس وحتشبسوت» حتى العلوم الدينية لم تكن حكراً على الرجال ونذكر منهن «السيدة نفيسة» نفيسة العلم فكان يلجأ إليها الإمام الشافعي ويتبارك بها.
وكان العرب في دولهم الأموية والعباسية والعثمانية يهتمون بالتعليم، فصار هناك علماء كبار بدأوا حياتهم التعليمية في حفظ القرآن الكريم قبل سن السابعة، ثم أتموا حفظ «ألفية بن مالك» ألف بيت شعر بها قواعد اللغة كلها، قبل أن يتموا عامهم التاسع.
هكذا يتعلم الأولاد مبكراً، ومن هنا يكون حصيلة كل هذا في الوقت المبكر ما يزيد عن خمسين ألف كلمة ويستطيع أن يعبر بها عما يحتاجه ويناقش بها ما يحب أن يتعلمه، وهكذا ظهر فينا علماء الطب والفلك والأحياء والأدب، ولكننا الآن أصبحنا غُرباء على اللغة العربية، هذا بفضل هؤلاء الذين يفضلون الاقتباس والمحاكاة بغير علم، حتى أصبح الجهل «مُقدس لدينا».
لم نقصد أحد !!
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية