قال الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين في الخارج، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي دائما يتحدث عن البعد الأخلاقي للسياسة الخارجية المصرية «سياسة خارجية شريفية في زمن عز فيه الشرف»، فبالتالي ما تقوله مصر في الغرف المغلقة تقوله في العلن وهو أمر مفروغ منه.
و أضاف «عبدالعاطي»، خلال لقاء خاص مع الكاتب الصحفي والإعلامي أحمد الطاهري، على قناة «القاهرة الإخبارية»، أنه على الرغم من وجود بعض الخلافات أو الاختلافات في الرؤى مع بعض الدول، لكن «الكل يحترمنا ويقدرنا، ودائما الكل يسعى إلى توثيق العلاقة مع مصر، وإذ كان هناك مشاكل لا يثقون إلا في الدور المصري، لأنه دور شريف وواضح”.
وتابع وزير الخارجية والهجرة، أن رئيس مصر دائما ما يتحدث عن أن مصر لا يمكن أن تتأمر على أحد، وسياستها بالفعل تتسم بالإطار الأخلاقي والشرف و«بالتالي الكل يثق فينا، وعشرات من الدول لا تثق إلا في الدور المصري، لأنها دولة شريفة ومحترمة ودولة كبيرة، ولا يمكن أن تتأمر على أحد، وما تقوله في الغرف المغلقة تقوله في العلن بالتأكيد”.
وقال الكاتب الصحفي والإعلامي أحمد الطاهري، خلال مقدمته في اللقاء الخاص مع الدكتور بدر عبدالعاطي، أنه في لحظة الإقليم كله بل والعالم كله يتأزم ويعاني من هذه الحرب المشتعلة وننتظر دائما كلمة مصر.
وتابع: «كلمة مصر تعني صوت الحكمة والعقل والاتزان والقوة والرؤية التي لاطالما يثبت الزمن صحة وصدق كل ما جاء بها».
مصر لا يمكن أن تتأخر عن أشقائها رغم التحديات الاقتصادية
وقال «عبدالعاطي»، إن مسألة النزوح الداخلي في لبنان كارثة، إذ أن هناك مليون ونصف لبناني نزحوا من قراهم في الجنوب إلى مناطق مختلفة داخل لبنان».
وأكد أن «مصر من مسؤوليتها استجابت لنداء رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، بإرسال طائرة مساعدات للنازحين اللبنانيين أمس، وهي الطائرة الثانية ضمن الجسر الجوي».
وأشار وزير الخارجية ، أن هناك طائرات أخرى بالتأكيد ستقوم برحلات إلى مطار بيروت، محملة بكميات ضخمة جداً من معدات الإيواء، نظراً لأن النازحين اللبنانيين في حاجة ماسة إليها، وستشمل خيم وبطاطين وغيره، ومواد غذائية، لأن هناك شح في بعض المواد الغذائية».
وتابع: «مصر عمرها ما تتأخر عن أشقائها رغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة في المنطقة، التي لم تكن من مسؤوليتنا، إذ أن مصر يضيع منها 6 مليار دولار جراء تراجع عائدات قناة السويس من جراء التصعيد الغير المبرر في منطقة البحر الأحمر».
أجريت العديد من المشاورات مع نظيري الإيراني لمنع التصعيد في المنطقة
وأردف وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، إن إيران دولة إقليمية مهمة ومصر لديها علاقات مع الجميع، متابعا: «كان في طلب من الجانب الإيراني أن يقوم وزير خارجيتها بزيارة مصر ومقابلة الرئيس عبد الفتاح السيسي وهو ما يعكس حرص مصر على العمل على خفض التصعيد وولوج المنطقة إلى حرب إقليمية شاملة، ومن هنا كان الحرص المصري على ترتيب اللقاء».
وأضاف قائلًا: أجريت مشاورات ولقاءات مطولة مع الوزير الإيراني بهدف منع جر المنطقة إلى صراع مفتوح لا يربح فيه أحد بل ستكون له آثار مدمرة، كما تحدثنا في قضايا كثيرة والأهمية البالغة لوقف إطلاق النار في غزة ووقف العدوان على لبنان.
وعن التوتر في البحر الأحمر، قال وزير الخارجية: «تحدثنا عن التوتر الشديد في منطقة البحر الأحمر، والحفاظ على حرية الملاحة الدولية ومصر أكثر دولة متضررة من هذا التصعيد ممثلا في انخفاض عائدات قناة السويس، كان عندنا أكثر من 72 سفينة تعبر يوميا من الاتجاهين الشمالي والجنوبي وانخفضت إلى 27 سفينة».
وواصل: «تحدثنا أيضا عن أهمية دعم التوافق اللبناني وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول والحفاظ على سيادتها ووحدتها الإقليمية وأن ما يتوافق عليه اللبنانيون يتعين دعمه ولا يمكن أن يكون لأي دولة خارجية حق الفيتو على أي مرشح يتوافق عليه الشعب اللبناني».
اللبنانيون وحدهم لهم الحق في اختيار رئيسهم.. ونرفض أي إملاءات خارجية عليهم
وقال الدكتور بدر عبدالعاطي، إن التحديات الخطيرة والوجودية التي يواجهها لبنان، تفرض أن يكون هناك رئيساً للدول اللبنانية يتم انتخابه، حتى يستطيع العمل، وفيما يتعلق بالشغور الرئاسي هناك، فإن مصر تصر بموقف واضح على أنها مسألة لبنانية خالصة، ويجيب أن يتوافق الشعب اللبناني على مرشح، «ما يتوافق عليه اللبنانيون نحن سندعمه»
وأضاف، أن هذا الموقف نقلته مصر إلى الجانب الفرنسي والأمريكي والإيراني بشكل واضح لا يحتمل التأويل، وتم التوافق فيه عليه مع الأشقاء العرب، إذ أنه لا يمكن أن يفرض مرشح بعينه على الشعب اللبناني، وهذه ستكون شرارة لحرب أهلية جديدة في لبنان حال حدوثه.
وتابع وزير الخارجية والهجرة: « لابد من تمكين الشعب اللبناني من اختيار رئيسه، دون فرض أي إملاءات خارجية، ولا يمكن أن يكون لأي دولة أينما كانت لها حق الفيتو على ما يختاره الشعب اللبناني، وما يتوافق عليه اللبنانيون، علينا أن ندعمه بالتأكيد».
نعمل مع كل وزراء خارجية العرب لخلق موقف داعم لاستقرار لبنان
وأكمل إن مصر تتحرك بشكل ممنهج، ولها نشاط مكثف، وتتحرك مع القوى اللبنانية كلها بلا استثناء، وتتحرك مع حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، وقيادة مجلس النواب اللبناني، ممثلة في نبيه بري، والجيش اللبناني، ممثلة في جوزيف عون.
وأضاف «عبدالعاطي»، أنه يتم التواصل والتنسيق مع الدول العربية الشقيقة، وأن هناك تواصل بشكل شبه يومي مع الأشقاء وزراء الخارجية في المملكة العربية السعودية، وقطر، والمملكة الأردنية الهاشمية، والإمارات حتى يكون هناك موقف عربي موحد لما يحدث في لبنان».
وأكد أن هناك عناصر محددة تعكس الموقف المصري، وهناك توافق عربياً حولها، أولها التأكيد على الوقف الفوري لإطلاق النار في لبنان ووقف الاعتداء الإسرائيلي.
وتابع وزير الخارجية والهجرة:« يتم العمل على تمكين الدولة اللبنانية ومؤسساتها وعلى رأسها الجيش الوطني اللبناني، وتمكينه من تنفيذ القرار 1701 الذي ينص على أن لا يكون أي سلاح في لبنان، غير سلاح الجيش اللبناني، ويتم نشره جنوب الليطاني، وحتى الحدود مع إسرائيل، وهو موقف مصري واضح».
المجالس – القاهرة الإخبارية
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية