بعد مرور عام على القمة العربية الإسلامية التي استضافتها الرياض يعود النشاط العربي الإسلامي مجددا من خلال قمة تستضيفها الرياض أيضا حيث يجتمع قادة الدول العربية والإسلامية الأسبوع القادم بالعاصمة السعودية والهدف الأساسي هو وقف العدوان على غزة وبحث تطورات الأوضاع في المنطقة بعد امتداد العدوان إلى لبنان.
تأتي قمة الرياض هذه المرة في ظروف مختلفة عن القمة الأولى وإن كانت الأهداف واحدة.. فالعدوان الإسرائيلي على غزة وصل إلى مرحلة الإبادة بعد وقف دخول المساعدات وارتكاب مجازر وحشيه ضد المدنيين.. وفي نفس الوقت تتصاعد الأوضاع في المنطقة بوتيرة متسارعة وهو ما يتطلب سرعة ترتيب الأوراق.
وتأتي القمة أيضا في وقت يشهد فيه محور القاهرة الرياض تلاحم ووحدة وتطابق كامل في وجهات النظر خاصة في ظل الزيارات المتبادلة رفيعة المستوى كان آخرها زيارة ولى العهد السعودي محمد بن سلمان إلى القاهرة الشهر الحالي وهي الزيارة التي قوبلت بحفاوة بالغة من جانب القيادة المصرية.. وكذلك باهتمام دولي بالغ، خاصة في ظل النجاح الذي حققته المباحثات التي جرت خلال الزيارة سواء على صعيد التطورات الدولية أو على مستوى العلاقات الثنائية، خاصة العلاقات الاقتصادية ودعم حركة التجارة والاستثمار بين البلدين.
الدعوة السعودية لعقد قمة عربية إسلامية والتي تم الإعلان عنها الأربعاء الماضي من خلال وزارة الخارجية لاقت استجابة واسعة من جانب القادة وذلك لما تفرضه الظروف الراهن من ضرورة الاصطفاف العربي الإسلامي من أجل مواجهة استمرار العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية ولبنان، وتطورات الأوضاع الراهنة في المنطقة.
الخارجية السعودية أوضحت في بيان لها أن القمة المرتقبة تُمثّل امتداداً للقمة العربية الإسلامية المشتركة التي عُقدت بالرياض في 11 نوفمبر العام الماضي.
لا شك أن انعقاد هذه القمة في هذا التوقيت وفي ظل هذه الأوضاع المتردية يفرض على قادة الدول العربية والإسلامية مسؤولية كبيرة من أجل التحرك لوقف العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزه ولبنان.
لقد أصبح من الضروري أن تتبنى القمة القادمة قرارات جديدة تفرض على المجتمع الدولي سرعة التحرك لوقف العدوان والتصدي لهمجية نتنياهو وحكومته من أجل إنقاذ أرواح الأبرياء وعودة الاستقرار إلى المنطقة.
إذا كانت الدعوة السعودية لعقد القمة قد أشارت إلى أنها قمة متابعة لقمة العام الماضي.. إلا أنني أرى أنها ستكون أقوى سواء على مستوى المناقشات أو القرارات.
الآن تتطلع الأنظار إلى الرياض حيث الاصطفاف العربي الإسلامي في القمة المرتقبة وهو الاصطفاف الذي يبعث الأمل في نفوس العرب والمسلمين بعبور هذه المحنة ويحمل معه آفاقا جديدة لمستقبل أفضل.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية