هل تذكرون كلمة الشيخ الشعراوي رحمه الله، أمام الرئيس مبارك بعد عودته من أديس أبابا، بعد محاولة فاشلة لاغتياله، تلك الكلمة التي قال فيها «يا سيادة الرئيس لعل هذا يكون آخر لقائي بك، فإذا كنت قدرنا فليوفقك الله وإذا كنا قدرك فليُعِنك الله على أن تتحمله»، فلم يقل له الحمد لله على سلامتك، وهو يشعر أنه مُغادر الدنيا، ولم يُرِد أن يختم حياته بنفاق.
هكذا تكون لُغة الحوار مع الرؤساء، فالرجل أرشده إلى وجود مشكلة دون أن يذكرها، ومحلها للقدر، وطلب منه أن يتحملنا إذا كانت تلك المشكلة سببها الناس، فالكلمة جاءت موجزة بأن كل شيء في يد الله، وأن المُلك له يؤتيه لمن يشاء، لذلك إذا ساقتك الحياة بأن تقف أمام رئيس، تذكر أن المُلك لله، قل من غير نفاق ولكن بأدب، حتى لو كانت بالرمز فهي قادرة على إنتاج حقيقة الواقع دون صدام، فالكل يرى الصورة، ولكن كل واحد يراها من وجهة نظره.
فالشيخ ترك للرجل حرية البحث عن المشكلة والعمل على حلها، سواء كانت تلك المشكلة من إنتاج الحكومة أو الأحزاب أو المعارضة، أوفياء كانوا أو منافقين، وما أكثر هؤلاء المنافقين الذين هم سبب تأخرنا، وهم يوهمون الحاكم بأن أصحاب الرأي قوم لا يفقهون، فكانت تلك الكلمات البسيطة كافية للبحث عن المشكلة.. الله يرحم الرجل.. ويلعن المنافقون.
لم نقصد أحداً!
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا