مكانة المكان أياً كانت طبيعة عمله من سمعة رئيسه واحترامه لنفسه والتعامل مع الناس بتواضع، هذا الاحترام دائماً ما ينبع من الشخص ذاته، لذلك تقول الحكمة «كُن أبن ما شئت واكتسب أدب يُغنك عن النسب».
وقد قابلت في رحلة الحياة نمازج من هؤلاء الأفاضل، رغم النسب والحسب إلا أنه كان شديد التواضع، يتكلم مع الصغير بود ورحمة ومع الكبير بحُسن الكلام، فلا يُقاطع حديث ولا يُقلل من أحد، والحق يُقال إذا حكم على شخص حكماً في شخصه تأكد أنه كذلك.
إنه «فؤاد باشا سراج الدين» رئيس حزب الوفد الجديد وسكرتير عام حزب الوفد المصري قبل سنة 1952، وقد اختارني للعمل بجواره، وفى أحد الأيام طلب منى الذهاب إلى لجنة الأحزاب التي كان يرأسها في ذلك الوقت الدكتور محمد كمال حلمي رئيس مجلس الشورى.
وأتصل به وحدد لي ميعاد لمقابلة أمين عام اللجنة وكان هو نفسه أمين مجلس الشورى، لتوضيح رأى الحزب في إحدى الأمور المتعلقة بالإعفاءات الضريبية، وإذ بي عندما وصلت إلى بوابة مجلس الشورى أن هناك خبر للمسئول عن البوابة وأرسل معي مندوب لتوصيلي إلى المكتب الذي أقصده، وكنت أسير بجوار هذا المندوب بفخر، وأنا أعلم أن هذا الود والاحترام لمندوب فؤاد باشا سببه احترام الجميع لشخصه.
فأي مكان يُحترم باحترام رئيسه وتقدير رجاله. وفعلاً صدرت مذكرة توضيحية بالأمر الذي ذهبت إليه واستطعنا الحصول على العديد من الأحكام بسببها.
لم نقصد أحداً!!