وقفت طويلاً أمام مقولة لأحد الأغنياء الذين أعطاهم الله المال من غير عناء، قال لأحد الرجال الذين يقرأون ويكتبون «ربما أنت تعمل تاريخ بما تفعل، أما أنا أعمل فلوس أشترى بها تاريخ».
فالشخص الذي قال هذه المقولة لا يعرف حقاً كيف يُكتب التاريخ، وكل من على شاكلته أيضاً من المشاهير الذين جاءهم المال من وسع بفضل الهلس أو اللعب، فيعتقدون أنهم ملكوا الأرض وما عليها، من ثم سوف يُسيطرون على التاريخ.
هؤلاء كائنات غريبة تعطلت لديهم الرؤية الصائبة، فصاروا أشياء غريبة لا دور لهم غير التشويش والإفساد والاحباط، ويقولون بما لا يعرفون، تحولوا إلى كبسولات منومة أو حبوب مُخدرة، فالتاريخ لا يبحث عن هؤلاء، إنما يبحث عن من يتجلى كنور الشمس بفعله وعمله وإنتاجه، أياً ما كان هذا الإنتاج، طالما كان جديد مُفيد للبشرية.
أما أصحاب الهيافه لا يُرجى لهم شفاء بعد أن استفحل ما يفعلونه وانتشر بين شباب الوطن، هذا الشباب المظلوم الذي لن يقف عندهم التاريخ، هؤلاء أهل الصمت، والصمت لا يعترف به التاريخ ولا يُصوره مُصور الزمن ولا تعرفه الكُتب، طالما كان مُتلقى دون حراك.
بذلك يشقى ويزداد فقراً. فالتاريخ لأصحاب الهمم العالية والعزائم القوية، وليس لأصحاب الفلوس، وإذا نظرت في وجوه الناس سوف تجد آلاف الإجابات التي تقول إنكم مجرد ظاهرة لا أثر لها بمجرد إفاقتنا!!
لم نقصد أحداً !!
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا