لم يكن قرار الرئيس الأمريكي بايدن بالعفو عن نجله في قضايا سلاح ومخدرات وتهرب ضريبي قبل أسبوعين من محاكمته هو الحدث الوحيد الذي كشف الديمقراطية الزائفة التي تتغنى بها الولايات المتحدة وحلفائها في أوروبا وشرق آسيا.
ولم تكن الفضائح الأمريكية وحدها هي الشاهد على عورات الديمقراطية المزعومة التي.. بل إن الأمر تعدى حدود الدولة العظمى ووصل إلى دوله أخرى حليفه تعد من الدول الهادئة التي طالما اعتبروها نموذج لديمقراطيتهم التي تغنوا بها وهي كوريا الجنوبية.
المشهد الذي تعيشه العاصمة سول هذه الأيام يعد من المشاهد الصدمة التي لا تحدث إلا في بلاد الواق واق.. مشهد مريب وغريب يكشف عن الأرض الرخوة التي تقف عليها هذه الدول.
التطورات التي تمر بها عاصمة الدولة التي تعد سابع اقتصاد في العالم تشعرك بأنك أمام فيلم سينمائي وأن هذه الدول تعيش في أكذوبة كبرى.
المشهد المرتبك بدأ في أبريل الماضي عندما حققت المعارضة فوزا ساحقا في الانتخابات العامة وهذا أمر طبيعي في الديمقراطية التي يتغنون بها.. لكن الرئيس وحكومته ضاقوا ذرعا بعد فشلهم في تمرير مشروعات القوانين التي تمكنهم من تطبيق برنامجهم وهو ما دفع الثلاثي الرئيس والحكومة والحزب الحاكم إلى استخدام الفيتو ضد مشروعات القوانين التي تتقدم بها المعارضة.. وعلى الجانب الآخر ظهرت على السطح سلسلة فضائح وفساد واستغلال نفوذ سياسي طالت السيدة الأولى حرم الرئيس.
وتصاعدت الأزمة بعد اقتراح المعارضة تخفيض ميزانية الحكومة وهو مشروع قانون لا يمكن استخدام حق الفيتو ضده.. هنا ضرب الرئيس بقواعد ديمقراطيتهم عرض الحائط وأعلن فرض الأحكام العرفية بدعم من وزرائه السياديين.. لم تستمر هذه الأحكام أكثر من 6 ساعات ونزل الشعب إلى الشارع.. وازداد المشهد تعقيدا بعد حل الأحزاب وإلغاء البرلمان وتعطيل الحياة السياسية من ناحية وإصرار نواب المعارضة على ممارسة دورهم السياسي من الناحية الأخرى ونجاحهم في الوصول إلى مبنى البرلمان والتصويت على إلغاء الأحكام العرفية.
وازداد الأمر غموضا وتعقيدا بعد فشل المعارضة في عزل الرئيس.. لكن في نفس الوقت تم منعه من السفر ومثوله للتحقيق أمام مستشار خاص بتهمة التمرد وإعلان الأحكام العرفية.
في ظل هذا المشهد العبثي الذي لم نرى له مثيل في أي دولة في العالم.. لا نملك إلا أن نزداد ثقة بأن ديمقراطيتهم زائفة، ولا يحق لهم أن يفخروا بها ولا أن يصدعوا بها رؤوسنا ليل نهار.. فالأحداث المتلاحقة التي وقعت في أسبوع واحد من أمريكا إلى كوريا الجنوبية تؤكد أنهم يعيشون في تخبط وأن نظامهم العنصري الذي يعتمد على ديمقراطية ملاكي يحتاج إلى إصلاح وإعادة نظر.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية