عام انتهي سريعا.. عام مليء بالأحداث الكبرى.. عام لم يتحقق فيه الكثير من الأمنيات والنجاحات.. لقد كان عام 2024 من أكثر الأعوام دموية في تاريخ البشرية.
عام قتل فيه 46 ألف شخص دون أن تدمع عين الغرب حامل لواء الإنسانية في العالم.. عام من المجازر البشعة التي ارتكبت ضد أبناء شعبنا في فلسطين ولبنان لم نرى لها مثيل في تاريخنا الحديث.
مر عام لم تنعم فيه المنطقة بالاستقرار المنشود فما زالت المعارك في السودان واليمن والصومال وليبيا مستمرة.. أبناء بلد واحد يقتلون بعضهم لأجل مغانم شخصية أو طائفية أرادها الغرب أن تكون هكذا فكانت.. عام مر ولم تتحقق فيه التنمية المنشودة بل تراجعت فيه كل مؤشرات الأداء الاقتصادي ليس في مصر ولكن في المنطقة ويمكن أن أقول في العالم أيضا.. خسائر كبرى في كل مكان.
عام على مستوى مهنة الصحافة لا جديد فيه إلا انعقاد المؤتمر السادس لنقابة الصحفيين وهو مؤتمر أقترب من المشاكل وقدم حلول لها لكنه لم يدخل في صميمها .. وعرض أمراض المهنة التي تشبه مهن أخرى ومنها غياب حرية التعبير والتعدد الصحفي وممارسة حرية النقد ورفع الخطوط الحمراء المتعددة حتى تنطلق البلاد إلى أفاق أوسع في الديمقراطية التي نص عليها الدستور.
ففي هذا العام فقدنا أحباء أعزاء علينا.. فقدناهم وخلفوا فراغا لا يمكن لأحد غيرهم أن يملأه.. فقدنا أشخاص كان لهم معزة وتقدير منهم شقيقي الحسيني وأقرباء وأصدقاء أعزاء كنا نخفف عن بعض المتاعب والآلام.. وكانت الحوارات بيننا لا تنتهي رغم اختلاف الرؤى والتوجهات والأفكار.. رحمهم الله وأسكنهم فسيح جناته.
في العام الجديد أتمني أن نحقق ما عجزنا عنه في الأعوام السابقة.. وأن تنتهي الصراعات الإقليمية والحروب الداخلية وأن يعم السلام في السودان واليمن وليبيا والصومال وسوريا التي اتمنى أن تنتقل إلى ديمقراطية حقيقية بعيدا عن التطرف الديني والصراع الطائفي وأن تخيب القيادة الجديدة الظنون والشكوك حولها وأن تسلم البلاد إلى قيادة منتخبة ديمقراطيا بدون تدخلات أو إملاءات خارجية أو طائفية.
أتمني في العام الجديد أن يتم تنفيذ جميع مواد الدستور وأن تصدر قوانين ديمقراطية وأن يتم الاستعانة بالكفاءات في جميع المناصب في الدولة حتى تحقق قفزات في التنمية وأن نفعل أجهزة الرقابة ومكافحة الفساد خاصة في مراقبة المشاريع الكبرى، وأن تعلن عن تقاريرها للرأي العام حتى نحقق خطوة كبرى في الجمهورية الجديدة القائمة على مبادئ المساواة والمواطنة وسيادة القانون ولا حصانة لأي مسؤول من النقد مهما كان قاسيا.
أتمني في العام الجديد أن نشهد نموا اقتصاديا حقيقيا يزيح عناء السنوات الأربعة الأخيرة التي انتكس فيها الاقتصاد العالمي وبالتالي المصري بسبب كورونا والحروب، وأتمني أن نشهد انتخابات برلمانية حرة ونزيهة يتنافس فيها الأحزاب دون ضغوط أو تدخلات وأن تجري وفق القواعد والمعايير الدولية.. أتمني أن يعم السلام والاستقرار والنمو في مصر ودول المنطقة وأن يكون عام 2025 نقطة انطلاق إلى الأفضل لنا وللأجيال القادمة.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية