شهدت الساحة الفلسطينية، وتحديدًا في جنين، تصعيدًا إسرائيليًا اعتُبر انتهاكًا مباشرًا للهدنة التي كانت تهدف إلى تحقيق تهدئة مؤقتة.
هذا الاختراق يثير تساؤلات ملحّة حول مدى جدية الالتزام الإسرائيلي بالاتفاقيات، وآليات وضمانات تنفيذ أي اتفاق مستقبلي لوقف إطلاق النار، خصوصًا في قطاع غزة، الذي يُعدّ ساحة للصراعات المستمرة.
تاريخيًا، أظهرت إسرائيل نمطًا متكررًا من عدم الالتزام التام باتفاقيات التهدئة، حيث تستغل ثغرات قانونية أو ذرائع أمنية لتبرير اعتداءاتها.
من جهة أخرى، المقاومة الفلسطينية ترى في هذه الانتهاكات تأكيدًا على ضرورة وجود ضامن دولي فعّال يمنع إسرائيل من الاستمرار في سياساتها العدوانية.
وحتى لا يتعرض اتفاق وقف إطلاق النار في غزة للاختراق، وتكرار ما حدث في جنين، فلابد من وجود آليات وضمانات تتمثل في وجود رقابة دولية فعّالة عبر تفعيل دور الأمم المتحدة أو قوة رقابة دولية لمتابعة تنفيذ الاتفاقات على الأرض.
هذه القوة يمكن أن تشمل مراقبين دوليين محايدين يوثقون أي خروقات بشكل فوري.
التزام واضح بضمانات التنفيذ، يجب أن تتضمن اتفاقيات وقف إطلاق النار بنودًا واضحة تحدد العقوبات التي تترتب على الطرف الذي ينتهك الاتفاق.
دور الوسيط، سواء كان مصر أو قطر أو أي جهة أخرى، يُعد أساسيًا لضمان استمرارية التهدئة. يجب أن يكون للوسيط القدرة على الضغط السياسي والاقتصادي على الأطراف لضمان الالتزام.
يمكن أن يشكّل اللجوء إلى المحاكم الدولية، مثل محكمة العدل الدولية، وسيلة لردع الانتهاكات الإسرائيلية، خصوصًا إذا تم توثيق الجرائم بشكل قانوني.
يجب على الدول الكبرى، خاصة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، الضغط على إسرائيل لوقف أي تصعيد وعدم توفير الغطاء السياسي لانتهاكاتها.
المجتمع الدولي بحاجة لدعم إعادة إعمار غزة وتعزيز الاقتصاد المحلي كوسيلة لتخفيف التوترات وتعزيز الاستقرار.
في النهاية فإن الفصائل الفلسطينية تُدرك أن ضمانات الالتزام ليست فقط مسؤولية دولية، بل تتطلب أيضًا وحدة فلسطينية قادرة على الردع السياسي والعسكري في حال استمر التصعيد الإسرائيلي.
باختصار.. اختراق إسرائيل للهدنة في جنين يعكس تحديات كبيرة أمام أي اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة أو أي منطقة أخرى. لذلك، يجب أن تُبنى الاتفاقات المستقبلية على أسس قانونية ودبلوماسية صلبة، مدعومة بآليات رقابة وضمانات دولية تُلزم الجميع بالامتثال وتجنب التصعيد.