توقفت عند العبارة «الشخص القوي خير وأحب عند الله من الشخص الضعيف» تأملاً وتفكيراً عميقاً. أدرك جيداً أن الله إذا أحب عبداً ابتلاه، وأنه مع الصابرين دائماً.
إذن، ما هي القوة التي يحبها الله حقاً؟ في اعتقادي، إنها «قوة الحق». تلك القوة التي تجعل الإنسان ثابت الرأي، قوي الجسد والعقل، يقف في مواجهة الباطل بكل ما أوتي من عزيمة وإرادة. إنه الإيمان بأن ما يُؤخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة، وأن ما يُنتزع بالسيف لا يعود إلا بالسيف.
هؤلاء الذين آمنوا بهذه القوة هم مَن ضحوا بأرواحهم من أجل الحق الذي يؤمنون به. تظل ذكراهم خالدة عبر الأجيال، فما زلنا نُحيي ذكرى شهدائنا رغم مرور مئات السنين على رحيلهم. إنهم أبطال دفعوا أثمن ما لديهم دفاعاً عن مبادئهم، بينما نجد البعض الآخر يستثمر هذه التضحيات لمصالحه الخاصة. التاريخ مليء بحكايات عن هؤلاء المستغلين، لكن ذكراهم سرعان ما تُمحى من وجدان الناس لأنهم لم يتركوا أثراً نبيلاً بعد وفاتهم.
أما أهل الباطل، فمنهم من لا يؤمن بالتضحية لا من أجل الوطن، ولا الدين، ولا حتى الإنسانية. هم أناس تحكمهم المصالح الذاتية، ورغم قوتهم الظاهرة فإنهم ليسوا من أولئك الذين يحبهم الله؛ فالله لا يحب الظالمين.
هؤلاء، مهما أظهروا من قوة، جبناء في أعماقهم. وإن كانت قصص التاريخ تُروى للأطفال لتساعدهم على النوم، فإنها تُروى للرجال لتحثّهم على اليقظة والعمل.
لم نقصد أحداً !!