الصدق في القول والعمل هو المعيار الأصدق لتمييز الجيد من الرديء، والصادق من المخادع. كما قال السلف، والشيء ذاته تؤكده كلمات المتنبي حين قال: «لقد أباحك غشاً في معاملة من كنت منه بغير الصدق تنتفع». وفي الحديث الشريف «الدين المعاملة»، تتجلى أهمية السلوك القويم في التعامل مع الآخرين.
من هنا، عليك أيها الرجل أن تعامل الناس بندية واحترام دون تصنع. كن على طبيعتك، وابتعد عن الغيبة والنميمة. إذا تحدثت عن شخص غائب، فتحدث عنه بنفس الاحترام وكأنه حاضر. فصاحب الخلق الكريم هو ذلك الشخص الذي يحترم نفسه ويحترم الآخرين، سواء في وجودهم أو غيابهم.
كن قدوة في اتزان العقل وحكمة التصرف. لا تمتدحهم أمام وجوههم ثم تطعنهم في ظهورهم، فهذا فعل لا ينتمي إلى الأخلاق الكريمة، بل هو تصرف أولئك الذين يتصرفون بخبث في الخفاء.
واعلم أن الإنسان الخلوق الطيب لا مكان في قلبه للاحتقار أو الاستكبار. من الطبيعي أن تعامل رؤساءك برقي واحترام، فهذا جزء من القيم الأخلاقية العامة. فكما يقال: «أنزلوا الناس منازلهم»، وهذا لا جدال فيه.
لكن احذر من الوقوع في فخ النفاق أو التزلف، حتى وإن كان ذلك بغرض إرضاء المدير. فلا بأس بالتعامل الرسمي الراقي طالما كان المدير كفؤاً ومنصفاً للجميع دون ميول للكلام المعسول أو المحاباة. المدير العادل يتعامل مع الجميع بمساواة واحترام، بغض النظر عن مراكزهم.
أما ذلك المدير الظالم، الذي ينقصه الإنصاف ولا يحترم العاملين معه، فهو وإن صعد اليوم فلن يجد من يحزن على سقوطه غداً.
لم نقصد أحداً !!