يُعدّ التطريز السيناوي أحد أبرز الفنون التراثية التي تحمل تاريخًا عريقًا يروي قصص الأجداد وحياتهم. اليوم، تعكف النساء السيناويات على إعادة إحياء هذا الإرث من خلال ورشهن الفنية، حيث تتلاقى الأيدي الماهرة بقلوبٍ تنبض بالعطاء لتعيد الحياة لهذا الفن المميز وتقدمه في قالبٍ عصري يساعدهن على تحقيق الاستقلال المادي واستعادة روح الأمل.
ورش التطريز.. مصانع للحكايات وفرص جديدة للنساء
ذكرت قناة القاهرة الإخبارية في تقرير بعنوان «بأيدٍ ماهرة وقلوب تنبض بالعطاء.. النساء يعيدن إحياء فن التطريز السيناوي»، أن مشاغل التطريز ليست مجرد أماكن لإنتاج الأعمال الفنية. بل إنها أصبحت منصات لتوفير فرص العمل وتعزيز حضور المرأة في المجتمع. هذه الورش ليست فقط منفذًا للإبداع، وإنما ميدانًا لصناعة مستقبل كريم ومستقل للعديد من النساء.
إحدى العاملات في أحد هذه الورش عبرت عن خصوصية التجربة بقولها: «هنا نجد ملاذًا للأمل وسبيلًا للعيش الكريم. يتمحور عملنا حول التطريز التقليدي باستخدام الأقمشة السيناوية الأصيلة التي تجسد معاني الجمال والهوية».
قطع فنية بحكايات تاريخية
أشار التقرير إلى أن كل قطعة من الأقمشة المصنوعة داخل المشاغل تحمل بداخلها رواياتٍ من التاريخ، وكأنها صفحات تُسطر ذكريات الماضي وتحتفظ بالهوية الثقافية لسكان سيناء. لا يتوقف دور هذه المشاغل عند إحياء الفن، بل يمتد ليصبح جسرًا للحفاظ على التراث للوصول إلى الأجيال القادمة.
نافذة للتراث وتعزيز دور المرأة
تُعد هذه الورش نافذة حيوية لهؤلاء النساء لإظهار إمكانياتهن الفنية ودعم المجتمع المحلي من خلال تقديم منتجات مميزة تحمل طابعًا ثقافيًا أصيلًا. كما أن دورها يمتد ليُعزز من مكانة المرأة، ويؤكد قدرتها على المساهمة في الاقتصاد وتحقيق الاستقلال المادي دون التفريط في تاريخها أو هويتها.
بهذا الإبداع المتجدد، تستمر حكايات سيناء بالنسيج والخيط، لتظل شاهدًا حيًا على عظمة التراث وقوة المرأة.