نُقشت في أعماقنا تلك العبارة الدائمة التي نجدها غالبًا معلقة خلف الشخصيات الفقيرة في الدراما المصرية: «الصبر مفتاح الفرج».
لكن للأسف، عند النظر حولنا نلاحظ أن الصبر قد تلاشى من الناس بسبب عجزهم واحتكارات البعض لكل شيء، تاركين الآخرين بلا شيء بما في ذلك الابتسامات. يعيش هؤلاء اليوم في القصور رغم ولادتهم أمامنا في بيوت بسيطة من الصفيح.
حتى أن الشاعر أمل دنقل طلب منهم في إحدى قصائده أن يمنحوه القدرة على الابتسام قائلا: «أعطني القدرة حتى أبتسم، أعطني القدرة حتى لا أموت».
إن نفاذ الصبر يولد الفوضى، وهي ما يفتح أبواب الجحيم الذي لا يبقي شيئًا؛ وتحت هذه الظروف، تموت الأوطان حيث يعيش الناس بلا أمل، محاصرين بالموت الذي يجثم كالقنفذ في جدران الوطن دون أن يجرؤ أحد الاقتراب منه.
ومما يؤسف له أن الحوار بين البشر يتلاشى خاصة أمام أولئك الذين يحمّلون الفقراء إخفاقات الوطن، مطالبين إياهم بشكر المسؤولين الذين يسمحون لهم بالعلاج على نفقة الدولة.
على الفقراء أن ينتظروا الفرج الذي لا يأتي أبدًا، وأصبح الجميع يتوقع زوال الآخر.