تذكرت بعض كلمات أغنية قديمة لسيد درويش، حيث يقول فيها «بتلوم عليا إزاي يا سيدنا، قول لي عن أشياء تفيدني وبعدها بقى لوم عليا». قبل اللوم ينبغي علينا الفهم أولاً، علينا فهم تلك الحياة التي نعيشها وما فيها من تناقضات دون تفسير واضح.
نجد أنفسنا أمام مواقف وتصرفات تستفز المشاعر وتزيد النزاعات بين سكان البلد الواحد الذين يشاهدون فئة جديدة تتسابق في الحصول على كل شيء. يلبسون الماركات العالمية ويركبون أفخم السيارات.
وما يزيد الأمر سوءاً هو ظهور بعض الأشخاص ينكرون علينا ما نحن فيه ويطالبوننا بتقبل الوضع بكلمات غير مفهومة ويسعون لإسكات أصواتنا، وإذا تحدثنا، يكون اللوم علينا.
التناقضات طالت العادات والأخلاق والدين حتى صارت الفضيلة شيئاً نادراً والرذيلة حرية شخصية والفسق يُعتبر ترفاً. الواقع يدفع الناس نحو تلك التناقضات حتى صارت بالنسبة لهم هي الحياة التي يجب أن يعيشوها دون تساؤل عن كيفية حصول هؤلاء على ثرواتهم المفاجئة التي يستخدمونها لاستفزاز الآخرين وشراء أشياء بلا قيمة بأموال طائلة.
في ظل هذا الوضع، يصعب لوم أحد إذا ما ابتعد عن البحث في أصل هذه التناقضات.