الشخص المتسلط يُعرف بأنه الديكتاتور الذي يميل إلى فرض آرائه وإصدار الأوامر، ويتضايق بشدة من أي رفض لقراراته أو توجيهاته. ومن أبرز الأمور التي يكرهها أي ديكتاتور هي حرية التعبير، التي غالباً ما تتبناها الصحافة كأحد مهامها الأساسية. لهذا السبب يعمل أي ديكتاتور على السيطرة على وسائل الإعلام المستقلة أو تحجيمها، ويضعها ضمن نطاق نفوذه.
غير أن ترامب تبنّى نهجاً مختلفاً عندما أصدر قرارات بمنع التمويل عن وسائل إعلام حكومية أمريكية تقدم خدمات عامة غير ربحية، مثل قناة الحرة التي تبث محتواها لـ 22 دولة في الشرق الأوسط، وإذاعة صوت أمريكا وغيرها من الجهات الإعلامية الرسمية. واستبدل هذه المنصات بوسائل أخرى يسهل التحكم بها ولا تستند لإدارة متخصصة أو خبرة مهنية أو حتى لمواثيق شرف صحفية.
ببساطة، توجه نحو مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ينشر الأفراد دون أي التزام بمعايير الدقة أو التحقق من الحقائق، لتصبح هذه المنصات بيئة افتراضية مضطربة في كثير من الأحيان.
يتيح هذا النهج لأي ديكتاتور توظيف أفراد يقومون بترويج أجندته عبر هذه المنصات، فيعيد إنتاج رواياته لتبدو كحقائق قائمة لا تقبل النقاش.
بهذه الطريقة، يتمكن من التحكم في الرأي العام وتوجيهه بعيداً عن النقاش العلمي أو الحقيقة الموضوعية، مما يفرض نوعاً جديداً من السيطرة المستترة على حرية التعبير.