يتجلى أي قصور حكومي في عدم القدرة على تقديم الحلول المناسبة أو طرح بدائل فعالة لمواجهة الأزمات أثناء إدارة شؤون الدولة، ويرجع ذلك غالبًا إلى غياب الشجاعة السياسية لدى المسؤولين للإفصاح عن حقيقة الأزمة بشكل صريح، مما يتركهم يدورون في حلقات مفرغة، بين محاولات الالتفاف عليها أو حتى تجاهلها بالكامل، هذا القصور قد يكون نتاجًا لاختيار بعض المسؤولين بناءً على معايير الولاء بدلاً من الكفاءة.
في مواجهة هذا العجز، تجد الحكومات نفسها تلقي اللوم على «الطابور الخامس»، متهمة إياه بافتعال الأزمات، بدلاً من الاعتراف بتقصيرها في امتلاك استراتيجيات واضحة وإدارة فعّالة للقطاعات المختلفة.
ضعف القدرة على تشخيص الأزمات وتفكيكها، فضلًا عن غياب خطط طويلة الأمد لحلها، يؤدي إلى تراكم المشكلات. المطلوب لحل الأزمات يبدأ باتخاذ قرارات مدروسة وتنفيذها خطوة بخطوة، غير أن ما يحدث غالبًا هو إضافة أزمة إلى تراكم أزمات سابقة دون حل، مما يفاقم الوضع.
هذا الواقع المحبط يجعل الأمل يتبدد بين الناس ويدفع بالوطن نحو حالة من عدم الاستقرار، حيث تنتشر الفوضى وتتزايد مشاعر القلق والخوف، نتيجة لذلك، يضيع الأمان، ويعاني الضعفاء والمحتاجون بشكل أكبر، ويبدأ التعايش السلمي بين أفراد المجتمع بالاضطراب، كل ذلك يحدث في وقت تتركز فيه السلطة والثروة بأيدي من يفتقرون للمعرفة والخبرة اللازمة لتوجيه البلاد نحو بر الأمان.