سوف يدون التاريخ في يوم من الأيام وفي صباح حالك السواد. نسوة أرادوا الاحتفال بعيد ميلاد في إحدى النوادي الاجتماعية، بطريقة فريدة من نوعها. حينما أجهضوا ما تبقى من أخلاق، كامنة في وجوه تكسوها الشيب والهوان. ضاربين بالعادات والتقاليد الأسرية عرض الحائط. وهو أمر خطير ينذر بكارثة تهدد هيكل البنية المجتمعية المصرية لو تعلمون. وسوف تكون تداعياته قاسية على البراعم الصغيرة، «إذا كان رب البيت بالدف ضاربًا فشيمة أهل البيت كلهم الرقص». خط مفتوح نحو طريق الانحدار !..
يحملنا الواقع إلى الفنان فؤاد المهندس، حينما جسد دورًا هامًا، ظل عالقا في أذهان الجميع في فيلم «أرض النفاق» عام 1968 وقصته مع تاجر الأخلاق، وفشله في الترويج لسلعته، فقرر في النهاية غلق الدكان، لعدم وجود أخلاق رغم إنه منتجها وتاجرها، فالأخلاق سمة شخصية وإنسانية، وهي أحد جوانب تفرُّد البشر، ودونها قد نصير أشبه، بالإنسان الآلي، فهل تسمحون بغلق دكان الأخلاق مجددًا؟.
للأسف هناك حالة من الضحالة الفكرية، والأخلاقية أصبحت تستفحل وتتمدد لاختراق المجمتع تحت مظلة، الوجاهة والمنظرة، وهو مرض عضال مهما أختبئ فاعله وراء عباءة التفرد والحرية الشخصية، لسنا دول غربية تعيش على ريم الفتة.. ده أحنا «نعيش نرسم خطاويها* ونداوي بالأمل شُروخ أراضيها * لجل تمشي في نور* يلقاه الجدع* يشفيه من الوجع* ويقول يسلم اللي شيد وعاش الجدع* يصدح بناي الأمل* شايل بكرة صباحه نور* ويطالب بأخلاق مرفوعة كدستور* دستر يا سيدنا دستور أخلاقنا .. بس أمانة ده الولد شايل بكرة صباحه نور».
أخيرًا إن التدخل، في تلك الأوقات الحرجة التي تنتهك ثوابت المجتمع أصبح أمر وجوب الفعل، حتى لانحن إلى نوستالجيا الماضي. عند الجمع الكبير من العائلة. ذو الأخلاق الراسخة ليست المتبدلة رغم، مرور السنوات، حقًا نحتاج لعودة سريعة.. وأتمنى أن لا تشيع الأخلاق حقاً إلى مثواها الأخير.. وقبل ذلك علينا أن نتوقف عن تلك العبث، ونقرر مواجهة من يجهض أخلاقنا على مسمع ومرأى من الخلق بضراوة شديدة البأس..
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا