بداية القصيدة في امتحانات الثانوية العامة، «طارق شوقي» كلمة السر التي حولت حياة المصريين إلى نكد ودموع وصرخات وغضب مكتوم على مصير أبناء يتحطم على صخرة التخطيط غير المدروس طوال سنوات عجاف لم يحصد منها الطلاب وأولياء الأمور سوى الندامة، وتدهور المستوى التعليمي لأجيال كاملة، بما يتنافي مع خطة الدولة والحكومة اللذان يعملان في وادٍ ويعمل وزير التعليم الهمام في الاتجاه المعاكس بسرعة الصاروخ.
بعبع الثانوية العامة يرعب المصريين منذ عشرات السنين، ومع ذلك أفرخ عن عباقرة في المجالات كافة غزوا العالم وحصدوا جوائز نوبل ورفعوا اسم مصر في المحافل الدولية كافة.. حتى غضب الله علينا وعاقبنا بما لا نستحق فكان وزير التابلت نهاية مأساوية لأحلامنا.
اليوم السبت كانت بداية ماراثون «الندامة» الذي تواكب مع إطلالة الأيام المباركة من ذي الحجة التي تفتح فيها أبواب السماء لتتجه صرخات المصريين مباشرة إلى الله تطلب القصاص العادل ممن أدمى قلوبهم ودمر أحلام فلذات أكبادهم.
لوغاريتمات اللغة العربية صدمت الطلاب والمدرسين وأولياء الأمور في آن واحد، فقد جاءت فوق قدرات الطالب المتفوق، وأصابت الجميع بالإحباط منذ اللحظات الأولى لتعطي انطباعًا بأنه لا أمل، وأن الأحلام جميعها سوف تتحطم على أعتاب الوزير الذي يزيد كل عام عن سابقه الأمر تعقيدًا، ويحول دون تحقيق الأحلام والأمنيات ويخلق جيلًا معقدًا رافضًا للظروف وغير قانع بالأوضاع؛ لأنه تعرض لأسوأ أنواع العقاب فليس بعد ضياع المستقبل أمان.
الثانوية العامة تحوّلت إلى مغارة علي بابا الداخل إليها مفقود والخارج منها مولود، وجاءت البداية مع اللغة العربية وتمثلت الصعوبة التي أثقلت كاهل الطلاب في ثلاث نقاط مهمة.. أولها طول الأسئلة بالإضافة إلى قلة وقت الإجابة، والأخطر كان صعوبة الأسئلة التي تحتاج إلى أضعاف الوقت، كما تحتاج إلى جهابزة في اللغة لحلّها فقد جاءت فوق قدرات الطلاب والمدرسين معًا!!
وهنا تظهر الكارثة الحقيقية أن الوزير وفريق عمله يعملون وفق سيستم متطور جدًا من وجهة نظرهم فوق قدرات الطلاب ذوي العقول المحدودة، وفوق إمكانيات المدرسين الذين تعلموا على السبورة بأصابع الطباشير!! والنتيجة بالطبع بعيدًا عن كلام الوزير المعسول «صفر كبير».
نحن لسنا ضد تطوير التعليم ولكننا ضد العشوائية في التطوير، عدم الدراسة الكافية لإمكانيات الطلاب والمدرسين والبنية التحتية في المدارس وغيرها من الآليات التي تساعد على نجاح التطوير وفق خطط عملية موضوعة ومدروسة طويلة الأمد وليست على طريقة «كن فيكون».
وزارة التربية والتعليم حوّلت ملايين الطلاب إلى فئران تجارب علمية، وعلى الرغم من أن كل المؤشرات تؤكد فشل المنظومة بامتياز إلا أن الوزير لا يزال مُصرًا على أن فشل الفشل سوف يؤدي إلى نجاح، بالمخالفة لكل القواعد وتجارب الدول التي غيّرت منظومتها التعليمية على أسس علمية وسنوات من العمل والاجتهاد بدأت من مرحلة الروضة وأسفرت عن عباقرة حقًا وليست أبطال من ورق كما يحدث في مسلسل طارق شوقي الكرتوني.. ارحمونا يرحمكم الله.
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية