لكل صناعة فن وقادة يفهمون أصول المهنة وقواعدها، ويدركون مخرجاتها وكيفية تطويرها ومراحلها. ليس فقط للظهور والوصول إلى القمة والأسواق والمنافسة. ولكن للبقاء في القمة، وهذا هو التحدي الأكبر.
ومنذ عرف الإنسان «الحاجة» التي كانت طريقه إلى الإبداع والابتكار منذ العصور الأولى. كانت الصناعات تقليدية خفيفة تتماشى مع أوراق الشجر التي يستر بها عورته. إلى صناعات ثقيلة حربية ونووية تتواكب مع عصور التكنولوجيا المتقدمة التي طالت سابع سماء، وتعمقت حتى سابع أرض.
تاريخيًا.. واجه العالم العديد من الأمراض والأوبئة التي فتكت بمواطنيه، حيث واجه أجدادنا معظم الأمراض الفيروسية والجرثومية إبان تفشي الأوبئة العالمية، وبعضها ما زال موجودًا. لكن ضعفت قوته أما قوة العلم واختراع اللقاحات والأمصال التي حجمت قوة انتشاره. وتحولت قوته الفتاكة إلى فيروس هش تقضي عليه بعض الأقراص أو الحقن.
قبل ظهور فيروس كورونا منذ سنوات طويلة عايش أجدادنا مرض الطاعون الذي قضى على ملايين البشر في فترة تجاوزت الألفي عام بسبب هذا الوباء الذي أطلق عليه لقب «الموت الأسود».
وبعد مرور قرون عدة واجه العالم مرض الجدري الأكثر فتكًا. والذي كان يتسبب في موت 3 من كل 10 أشخاص من المصابين.
وكان العالم على موعد مع مرض الكوليرا الذي اكتسح وتوطن في الدول ذات الدخول المنخفضة، وكان ينتقل بسرعة النار في الهشيم بين البشر عن طريق الطعام أو الماء الملوث، وحصد أرواح ملايين البشر في سبعة تفشيات وبائية وفقًا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية.
ومع بداية القرن الماضي وفي العام 1918، ظهرت أوبئة الأنفلونزا «الأنفلونزا الإسبانية»، والتي فتكت بما يتراوح بين 50 و100 مليون من البشر في شتى أنحاء العالم.
وتحول المرض إلى أنفلونزا الخنازير والذي أصاب نحو 21% من سكان الكرة الأرضية عام 2009.
وخلال السنوات القليلة الماضية تفشى وباء نقص المناعة «الإيدز» الذي خلف أكثر من 32 مليون مصاب حول العالم وفتك بالآلاف، وبعدها عرف العالم فيروس «سارس».
ومنذ العام 2019 كان العالم أجمع على موعد مع فيروس كورونا القاتل وغير المسبوق؛ نظرًا لسرعة وسهولة انتشاره من جهة، وقوته القاتلة من جهة أخري، وفي الوقت الذي ما زال العالم يواجه فيه هذا الوحش الشرس بدأ مرض جدري القردة في هجوم يتوقع أن يكون أكثر شراسة وفتكًا، على الرغم من أن هناك من يقلل من خطورته، لنستكمل سلسلة طويلة من مواجهة الأوبئة والأمراض.
ولأن العالم الجديد مبنيّ على التكتلات وقوة العضلات وانعدام الأخلاق ومواثيق الشرف. فقد أشارت أصابع الاتهام إلى أن هناك بعض الدول قد أقرت صناعة جديدة تتعلق بالأوبئة والفيروسات. الهدف منها بث الرعب وتفشي الأمراض القاتلة المختلفة لبيع مليارات الأمصال. وجمع ملايين المليارات من الدولارات حول العالم في صورة جديدة لفرض هيمنتها وسطوتها على العالم.
وهناك قراءات كثيرة تفيد بأن كورونا هو تفاعل بين الوطواط وفيروس الإيدز، وأنه نتاج أبحاث مشتركة بين الولايات المتحدة والصين، مولتها الأولى عام 2014، إلا أن الفيروس تسرب من مختبرات ووهان وما زال أصل الفيروس محل بحث للعديد من مراكز الأبحاث العالمية للوصول إلى حقيقة هل الفيروس مخلوق أم مخلق؟
وإن كانت الدلائل كلها تشير إلى أصابع بشرية لاستخدامه كسلاح بيولوجي محتمل وفقًا لنظرية المؤامرة.
وفي النهاية تبقى فكرة صناعة الأوبئة قائمة. وما بين فكرة أن ما سيواجهه العالم من أوبئة وأمراض نتاج مؤامرة. أو أمراض وبائية ناتجة من تطورات العصر مثل مئات الأوبئة التي أهلكت البشرية على مر العصور. ولكن يبقى أن تعمل حكوماتنا على زيادة المبالغ المخصصة للتعليم والبحث العلمي في ميزانيتها السنوية. لتكون هذه هي الطريقة المُثلى لمواجهة الأمراض وقوى الشر.
نبضة قلب: لا تُعاتب الآخرين كثيراً، من يُريدك باستطاعته أن يخلق ألف قصة ليُحادثك، ومن لا يُريدك باستطاعته أن يخلق ألف عذر ليتجنبك
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويترلمتابعة أهم الأخبار المحلية