سيحاكمنا التاريخ.. نحن أمام لحظة الحقيقة.. في لحظة حاسمة كهذه لابد أن تكون المبادئ واضحة بدءا من المبدأ الرئيسي المتمثل في حماية المدنيين، هجوم حماس لم يحدث من فراغ، فالشعب الفلسطيني يعيش تحت الاحتلال الخانق منذ 56 عاما.. أرضه تلتهمها المستوطنات رويدا رويدا، ويأكلها العنف، اقتصاده ينهار، وسكانه يشردون، وديارهم تدمر، وآمالهم في حل سياسة تتبخر.
هذه كلمات من نور للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي سجل موقفه بحروف من نور وقال كلمة حق حول محرقة غزه التي يرتكبها الإسرائيليون ضد الشعب الفلسطيني الصامد في غزة.
تعودنا دائما على أن منصب الأمين العام للأمم المتحدة لا يقدم ولا يؤخر.. ودائما ما يلتزم الذين يتقلدون هذا المنصب الصمت خوفا من إسرائيل ومن ورائها أمريكا.. دائما ما يؤثر أصحاب هذا المنصب السلامة ويدفنون رؤوسهم في الرمال خوفا من بطش إسرائيل وأمريكا.. فما بالنا هذه المرة التي تجمع فيها المجرمون من كل أنحاء العالم، إسرائيل وأمريكا وأوروبا على مليوني فلسطيني يعيشون في سجن كبير يديره سجان مجرم تجرد من كل معاني الإنسانية وهو بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الاحتلال.
تجمعت قوى الشر من الشرق والغرب على بضعة آلاف من المقاتلين وعلى شعب أعزل لا يملك إلا إيمان وعزيمه وصمود ووطنية وشجاعة واستبسال.
اليوم.. سقطت الأقنعة وظهر الوجه الحقيقي لأمريكا والغرب الذين تخفوا خلف شعارات زائفه تتحدث عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وكرامته.. سقطت الأقنعة الزائفة وظهر الوجه الحقيقي للقهر والبطش والظلم والجرائم الوحشية التي لا تصدر إلا من غابت ضمائرهم وفقدوا إنسانيتهم.
وسط هذا الظلام الحالك خرج صوت يصدح بالحق.. صوت الأمين العام للأمم المتحدة الذي حذر الجميع من حساب التاريخ ووصف اللحظة الفارقة التي نعيشها بأنها لحظة الحقيقة، وبناء عليه ندد بالاحتلال وبالمعاناة التي يعيشها الفلسطينيون: وقال إن ما حدث هو رد فعل لضياع الأرض وانهيار الاقتصاد وغياب الأمل.
ليس هذا فحسب.. بل قال الرجل بكل شجاعة في كلمته أمام مجلس الأمن،«لا يعلو أي طرف في نزاع مسلح على القانون الإنساني الدولي وأن ما يدخل غزة هو قطرة مساعدات من محيط احتياجات.. معاناة غزة لا توصف وأجدد ندائي بوقف إطلاق النار وحل الدولتين.. علينا أن نكون واضحين بشأن نصرة الكرامة البشرية.. وعلينا أن نقف أمام معاداة السامية ومعاداة الإسلام».
شكرا.. غوتيريش الإنسان.. وما صدر منك ما هو إلا امتداد لدورك الإنساني الذي بدأته منذ ما يقرب من 20 عاما عندما تقلدت منصب المفوض السامي للأمم المتحدة لشئون اللاجئين.. وسيذكر لك التاريخ أيها الرجل الشجاع أنك قلت كلمة حق في وجه عالم جائر غاب عنه الضمير وماتت فيه الإنسانية.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأ خبار المحلية