ماذا نريد من القمة العربية الطارئة القادمة التي ستعقد في العاصمة السعودية الرياض؟ السؤال الذي يطرحه كل متابع للمجازر اليومية التي تجرى على أرض غزة على يد كيان مغتصب مدعوم بقوى تزعم أنها تدافع عن الإنسان.
القمة التي ستعقد بالعاصمة السعودية يوم 12 فبراير الجاري وبعد ما يقرب من 36 يوماً من المجازر تأتي متأخرة كثيرا لذا لا نعرف ماذا ستقدم لآلاف الضحايا والمصابين من العدوان الإسرائيلي الغاشم.. وهل ستبقى المجازر قائمة حتى هذا الموعد.. ولكن يبقى المثل العربي «أن تأتي متأخراً خيرا من ألا تأتي».
القمة القادمة حتى تكون مفيدة يجب ألا يعتذر عنها أي قائد عربي بأي حجة وتحت أي ظرف.. أي لابد أن تكون كاملة المشاركة من الملوك والرؤساء العرب، حتى تكون رسالتها واضحة وقوية للغرب الداعم للعدوان قبل المعتدى نفسه.
ويجب أن توجه لهؤلاء رسائل محددة بكلمات واضحة بأن ما حدث ويحدث في غزة لن يمر مرور الكرام وأن العرب ممثلين في قادتهم لديهم الأدوات والامكانيات لنصرة القضية الفلسطينية وافساد أي محاولة لتصفية القضية.
القمة مطالبة باتخاذ إجراءات سريعة لإنقاذ غزة أولاً ولمحاسبة مرتكبي جرائم الحرب فيها.. ويجب أن تملك أدوات لمحاسبة ومعاقبة كل من دعم العدوان من خلال وقف التعامل مع الكيانات الغربية الاقتصادية والتجارية رسميا من قبل الدول بعد نجاح التجربة الشعبية في البلدان التي أشهرت سلاح المقاطعة .
القمة مطالبه بأن تلقى المبادرة العربية للسلام في سلة المهملات وأن ننهى مقولة دولتين وأن تعلن مبادرة أخرى بألا توجد دولة في العالم اسمها إسرائيل وأن الدولة الفلسطينية على كامل الأراضي العربية المحتلة وعاصمتها القدس الشريف.
القمة مطالبة بالرد على رئيس وزراء الكيان الصهيوني الذي صرح في أول مرة تولى المنصب بأنه سيفاوض العرب 20 عاماً ولن يحصلوا منه على أي شيء وهو ما فعله طوال السنوات الماضية والرد الطبيعي على هذا السفاح بأنه لا وجود للكيان الصهيوني على الأرض وأن الموجودين على الأرض العربية المحتلة هم غزاة مستعمرون ويجب مقاومتهم وطردهم من هذه البلاد.
القمة مطلوب منها أن تكون صاحبة صوت عال جدا للرد على المزايدين من التيارات المعادية للأنظمة العربية والتي تعمل في الخفاء لصالح الكيان الصهيوني بأنها تتبنى خطاباً يهز ثقة الناس في الأنظمة العربية وللرد على هؤلاء يجب أن يكون بيان القمة وكلمات القادة أكثر قوة ضد الكيان الصهيوني وحلفائه في الغرب.
المعروف أن جميع قرارات القمة العربية منذ إنشاء الجامعة العربية الخاصة بالقضية الفلسطينية لم تنفذ على الأرض حتى الآن وكلها ما زالت حبراً على ورق وهو ما لا نريده في قمة الرياض نريد قمة أفعال لا أقوال.. قمة إجراءات تنفيذية يشعر بها كل إنسان على الكرة الأرضية.. نريد قمة اتحاد العرب على أعدل قضية إنسانية وهي قضية الشعب الفلسطيني.. نريد قمة يعلم القاصي والداني أن لدى العرب قوة تستطيع تغيير المعادلة في العالم.
الآمال مرتفعة على القمة القادمة وسقف التوقعات عالٍ من الشارع العربي والناس تتنظر أفعالاً ومبادرات قوية وإجراءات وتحركات دولية تعيد للضحايا جزءاً من حقوقهم.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأ خبار المحلية