مازال الحلم اليهودي قائم، ومن يعتقد غير ذلك فهو لا يعرف كيف يفكر هؤلاء الذئاب، الذين يلعبون كل الألعاب المجرمة دوليا دون رادع من قانون أو وازع من ضمير وأخلاق، وليس أمام أعينهم سوى هدف واحد فقط يعملون من أجله ليلا ونهارا ويكتلون خلفهم الكفيل الأمريكي وضعاف النفوس من المجتمع الدولي، وهو جعل غزة أرضا غير صالحة للعيش فيها لإجبار الغزيين على التهجير تحت أي ظرف وبأي وسيلة.
تلك النوايا السيئة كشفتها المواقف التحريضية العنصرية لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، ووزير المالية بتسلئيل سموترتيش، ووزير الأمن إيتمار بن غفير، التي أطلقوها مساء الاثنين بشأن تعميق حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني وتجويعه وتعطيشه وتهجيره قسرا أو طوعا خارج أرضه مهما كان الثمن.
وأدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية في رد فعل سريع ما صدر عن الثلاثي الاستعماري العنصري نتنياهو وسموترتيش وبن غفير، مؤكدة أن تصريحاتهم الدموية كشفت الوجه القبيح للاحتلال حيث تفاخر الأول بأنه سيمنع الفلسطينيين من العودة إلى شمال غزة، وادعى الثاني أن تحقيق الأمن في القطاع يتم من خلال بناء مستوطنات كما هو الحال في الضفة الغربية، وطالب الثالث صراحة بتهجير سكان غزة وعودة المستوطنين إليها.
الإرهابيون الإسرائيليون الثلاثة دخلوا في سباق رسمي مغالين في التطرف تجاه الغزيين وتهجيرهم، مما يكشف الأبعاد الاستراتيجية لتلك الحرب الرامية إلى تفريغ القطاع تماما من الحياة، وبدا ذلك واضحا في حرص أركان اليمين الإسرائيلي على إطالة أمد الحرب وتصعيد مجازر القتل الجماعية واتباع سياسة الحصار التام، مع الاستهداف جوا وبرا وبحرا باستخدام القنابل الفسفورية والأسلحة المحرمة دوليا لانفجار الأوضاع وربط الخلاص من حرب الهولوكوست والتسونامي الإنساني المرعب عبر حل واحد فقط لا بديل عنه وهو التهجير للفرار من الموت.
باختصار.. ما يحدث في غزة، وما سوف تسفر عنه النتائج في النهاية، وما يحققه جيش الاحتلال من أهداف، فسوف يتم استنساخ التجربة لتطبيقها في الضفة الغربية المحتلة كمرحلة ثانية وفق مخطط يهودي شامل أوله القطاع وآخره لن يحدده اليهود، ولكننا كعرب من سوف يحدد ذلك، فأطماع المحتل الغاشم ودولته المزعومة حدودها مترامية في قلب الوطن العربي.
تبقى كلمة.. الحرب في غزة اقتربت من يومها الـ90 منذ انطلاقها في السابع من أكتوبر الماضي، وما يشهده القطاع من مجازر وأهوالها تذاع «أون لاين» على مرئ ومسمع من العالم، وجرائم الحرب التي ترتكب ضد الغزيين بعرفها الجميع عن ظهر قلب، ومع ذلك استخدم المجتمع الدولي «نظرية العدالة العمياء»، فغض النظر عما يفعله اليهود، بل إن البعض غالى في حق المحتل الدفاع عن نفسه وتأمين سرقاته ونهبه واغتصاباته بالصورة التي يراها حتى لو ارتقت إلى جرائم حرب.
في المقابل ووفقا لـ «نظرية الميزان المعوج»، والكيل بمكيالين، فإن نفس المجتمع الدولي وصم من يدافع عن وطنه وعرضه وحقه في البقاء بأنه إرهابي، لأن صوته ارتفع وانتفض ضد الظلم.
نكررها.. التكتل الإسلامي العربي ووحدة الصف، واستخدام أوراق الضغط التي لا حصر لها، وإعلاء مصلحة الوطن العربي فوق التحالفات الشخصية، هو الحل الأمثل لإنقاذ فلسطين أولا، والحفاظ على أمتنا وهويتنا ومستقبل الأجيال القادمة ثانيا.. أن نأتي متأخرين خيرا من أن ننتظر حتى نحفر قبورنا بأيدينا.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأ خبار المحلية