منذ يوم 1 أبريل وبعد القصف الإسرائيلي علي مقر القنصلية الإيرانية في دمشق ومقتل عدد من قادة الحرس الثوري الإيراني، ونسمع عن تهديدات إيرانية بالرد على هذه الجريمة من أول المرشد الأعلى حتى أصغر مسؤول في الحرس الثوري بأن الرد سيكون قويا ومزلزل أركان الكيان الصهيوني.
ولأن ما حدث جريمة يجب أن ندينها لأن مقار البعثات الدبلوماسية محمية بالقانون الدولي وما حدث انتهاك صارخ له وبالتالي إدانة قصف القنصلية الإيرانية أمر يجب أن يصدر عن جميع المنظمات المعنية وعلى رأسها مجلس الأمن الدولي.
ولكن توقفت في الأيام الأخيرة على تصريحات عدد من المسؤولين الإيرانيين وتراجع نبرة التهديد الأولى، ووجدنا وزير الخارجية يقول لو كان مجلس الأمن أدان الواقعة كنا سنكتفي بهذا، ولن يكون هناك تصعيد، ثم نشرت وكالة رويترز عن مسئول إيراني بأن طهران أبلغت واشنطن بأن الرد الإيراني على الغارة الإسرائيلية على القنصلية الإيرانية في دمشق سيكون بطريقة تسمح بتجنب التصعيد.
ثم وجدنا وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان قاتل في رسالته لواشنطن أثناء زيارته لسلطنة عمان ألمح إلى استعداد إيران لوقف التصعيد في حال تلبية مطالبها، بما في ذلك مطلب الوقف الدائم لإطلاق النار في قطاع غزة.كما ألمح إلى استعداد طهران لاستئناف المفاوضات حول برنامجها النووي، تلك التي تعثرت منذ نحو عامين.
وما أفهمه أن الجعجة الإيرانية مازالت موجودة منذ اغتيال قاسم سليماني وتهديدها بالرد وحتى الآن لم نسمع أو نرى أي رد حتى العلماء الذين تم اغتيالهم في قلب طهران لم نرى أي رد فعل قتل قيادات الحرس الثوري في لبنان وسوريا في غارات إسرائيلية متتالية، وأخيرا واقعة القنصلية الإيرانية بدمشق ونجد نفس السيناريو تهديد إيراني ثم تقوم مليشيات إيران في لبنان والعراق بإطلاق صواريخ فشنك على المقار الأمريكية في العراق وعلي القوات الإسرائيلية ودخلت معهم في الهجوم مليشيا الحوثي اليمنية تحولت إلى عصابات من القراصنة في البحر الأحمر.
ولو كانت إيران جادة في ردها على أمريكا وإسرائيل وتحقيق الهتاف الدائم لشعبها ومليشياتها «الموت لأمريكا الموت لإسرائيل» أن تنهي الأزمة في اليمن فورا وتطلب من مليشياتها التي تؤتمر بأمرها أن تجلس إلى طاولة المفاوضات وأن تعيد الاستقرار إلى هذا البلد الذي اشتعلت فيه الفتن وأن تطلب من مليشياتها في لبنان بالخروج من الحياة السياسية حتى يتم إنهاء الطائفية في هذا البلد الذي لن يتقدم إلا بإقرار دستور يقدم المواطنة على الطائفية.
إيران لو أرادات أن يكون لها ظهير شعبي إسلامي في تصعيدها ضد إسرائيل فعليها أن تسارع إلى رفع يدها عن الشعب العراقي وترك أموره في يد من يختارونه وأن تحل كل المليشيات المسلحة هناك وأن تجعلها تندمج في الجيش العراقي الموحد حتى يعود قويا كما كان.
لكن الجعجة الإيرانية لا يقابلها إلا السخرية من الناس في المنطقة العربية ولا يوجد تعاطف معها ضد ما تقوم به إسرائيل ضدها والعبث بها واصطياد قادتها العسكريين وعلمائها النوويين واحد تلو الآخر ولا نسمع إلا تهديد ووعيد من المسئولين في نظام الملالي من أعلى رأس ولا نرى عملا على الأرض ضد العدو الحقيقي للأمة الإسلامية والعربية وهو الكيان الصهيوني.
فبوصلة النظام الإيراني على نفس اتجاه جماعات الإرهاب فالعدو الحقيقي أمامه لكنها تنتقم من أبناء الأمة الإسلامية في اليمن والعراق ولبنان وأفغانستان.
مصلحة إيران ودول الجوار الإسلامية تتمثل في استقرار المنطقة العربية والتعاون من أجل التصدي للعدو الحقيقي وتحرير الأرض العربية وإقامة الدولة الفلسطينية على كامل ترابها وعاصمتها القدس الشريف.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأ خبار المحلية