في خضم أحداث متلاحقة متلاطمة، فيها كل شيء غير طبيعي وفوق مستوى العقل ولا يمكن لأي انسان استيعابها او تخيلها.
الأحداث التي تجري الان هنا وهناك فاقت في فظاعتها كل ما يمكن أن يرسمه الشيطان من خطط او برامج لإيقاع البشر في الخطايا.
وأنه الان -اي الشيطان- يقعد على كرسيه الوثير وحواليه محظياته ومساعدوه ومحبوه وزبانيته، ليشاهد ما يقوم به البشر من أعمال يندى لها الجبين، لم يكن ليحلم بها حتى، ولا ليقوم بها بهذا الشكل بين هؤلاء الناس الذين تحولوا إلى شيء آخر غير أن يكونوا من الإنس – إنسان – وأعتقد أن بعض الحيوانات لا يمكن أن تقوم بما يقوم به الإنسان الآن.. فقد رأينا على شاشات التلفاز كثيرا ذلك الحيوان المفترس الذي رق قلبه لصغير الغزالة، المولود حديثا وحن عليه وأطعمه وادفئه.
أما في دنيا الناس سرى قانون جديد وهو أن أدركت أخاك فاقتله او ساعد في قتله او تعذيبه او التنكيل به قدر الامكان، وكل بجهده في هدم بنيان الله في الارض، جماعة يزهقون الروح وكأنهم يسكبون كوب ماء ملوث في صحراء لن يأتيها أحد، وجماعة يعذبون من دونهم، وكأن متعتهم هاهنا، فلا قيمة لإنسانية تهدر، او لكرامة فقدت كفقد عذرية فتاة متنسكة، فيشعر بنشوة البطل المنتصر، متناسيا أنه اغتصب براءة ستظل تلعنه إلى يوم تنصب فيه الموازين وفيه لا يظلم ربك أحدا.
وفريق يقف معينا للظالم، ماده بكل أساليب القوة والتفوق سرا كحالة العرب مع الصهاينة، او جهرا كحالة الغرب مع الصهاينة أيضا.
أما المظلومين المكلومين فليس لهم إلا الله فهو وعدهم بالنصر وسينصرهم، وعدهم بالفوز وسيفوزون، وعدهم بالسيادة مجددا وسيسودون.
أهل غزة و مجاهديها.. النصر علي بعد خطوات.. والنصر مع الصبر … فاصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا…. الفوز آت آت، تآمر عليكم اخوانكم الذين قاسموكم لقمة العيش وشربة الماء، وتنفسوا معكم هواء فلسطين ولكنهم لم يصونوا … وتآمر عليكم أخوة اللغة والدين، فالقوا بكم في غيابة الجب، والأنفاق، وبعضا من إخوة الدين الذين استغلوا الظرف باعوكم بأبخس الأثمان كما باع السيارة يوسف.
ومن رحم الموت والقتل والمعاناة سيكون الفرج، فدم الشهداء لن يذهب سدى، بل رائحته الزكية ستهب عليكم اجلا أ م عاجلا وسترددون يوما ما قريبا ان شاء الله – إني لأجد ريح يوسف- أما هؤلاء فستكون هذه الريح عليهم ريحا صرصرا عاتيه، كريح عاد وثمود.
أبشروا فالنصر قادم إن شاء الله.