جلست استمع إلى رأي بعض الأصدقاء فيما أكتب، سمعت آراء مختلفة.. هذا طبيعي، ولكن أستوقفني رأي أحدهم إذ قال ساخراً كيف أقرأ «كلام في الهواء»!! وكيف أمسك به وهو طائر في الهواء!!
وابتسمت وتذكرت حكاية كنت قراءتها في أحد الكتب العظيمة «كليلة ودمنة» عنوانها «الإخوة الثلاثة» الذين ترك لهم أبوهم مالاً كثيراً، وبعد نزاع قاموا بقسمته فيما بينهم.
فقام اثنان منهم بإنفاقه في غير وجهه، أما الأخ الثالث فكان يعلم أهمية المال وفائدته لبقاء حاله وصلاح دنياه، فالمال يغني الشخص عن السؤال، وإذا كان لديك مال لم تنفقه لصالحك في الدنيا والآخرة.
كان الفقير الذي هو معسر الحال، وإن أتلفه وصرفه في غير محله ينتهي إلى حسرة وندم، لذلك قام الأخ الثالث بإحضار أخويه وأعطاهما من المال الذي معه، الذي حصلوا على مثله من مال أبيهم، لأن الأولى الصرف على صلة الرحم. ويستكمل راوي الحكاية ليقول: على قارئ هذه الحكاية أن يديم النظر من غير ضجر ويلتمس جواهر معانيها، ولا يظن أن مغزاها هو الإخبار فقط، وكونوا مثل صياد الصدف، الذي يلقى بشبكته كل يوم وإذ بيوم فأصاب صدفة لم يلتف أحد لها فأخذها وكانت تساوي مبلغاً كبيراً جداً.
فإذا أغفلت يا صديقي التفكير في أمر ما أكتب، ولم تقف أمام أسرار معانيه، وعدم الأخذ بظاهر اللفظ دون الأخذ بباطنه.. أنت هنا من النبهاء.
لم نقصد أحداً!!
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية