غنى ماهر العطار منذ عقود خلت من كلمات عمنا سيد حجاب ياما زقزق القمري على ورق الليمون…وأجمل ما فيها..«شيلني شيل يا جدع.. على كل كتف اشيل جبل.. عمر الكتاف ماهتنخلع..علشان بلدنا يا ولا وجمال بلدنا يا ولا كله يهون» وهذا هو حال الشعب المصري دائما.
ماهر العطار الذي بزغ نجمه في بداية ستينات القرن الماضي في عز مجد عبد الحليم حافظ الذي كان معجبا به ولكنه طلب منه «خليك في الفرايحي وسيبك من سكة العواطف علشان عليها زحمة» واحتفظ بصداقته طويلا لدرجة أنه كان يسهر في بيت حليم حتى الصباح.
وكان أول من اكتشفه محمد عبد الوهاب حيث كان طالبا في كلية التجارة ومعهد الموسيقى في نفس الوقت.. واسعده الحظ أن التقى بمحمد الموجي فاهدى له أغنية «بلغوه» من كلمات عبد العزيز سلام فكانت جواز مروره إلى النجومية وقد ننبأ الموجي بذلك وهو يلحنها له.
وكانت سببا في اتصال عبد الحليم حافظ به.. بلغوه شوقي وسلامي بلغوه وأن سألكم عني ابقوا طمنوه.. ولكن الأغنية التي انتشرت ووزعت مائة ألف أسطوانة وكان وقتها رقم قياسي جدا هي.. افرش منديلك.. فكانت شعبية فرايحية خفيفة من تلحين إبراهيم رأفت وهو أخو الموسيقار محمد الموجي.. افرش منديلك ع الرملة وأن ألف واجيلك ع الرملة واسمع مواويلك عالرملااااااه عالرملة.. افرش منديلك وناديني وأنا رهن إشارة يا نوارة.. والمندي الوردي المعطر المرسوم عليه وردة كان رمزا للحب في الزمن الجميل فغنى له عبد العزيز محمود منديل الحلو يامنديلي.
وحليم كذلك غنى.. مييل وحدف منديله كاتب على طرفه أجيله وأمانة يا دنيا أمانة تداوينا من جرح هوانا.. ومن الأغنيات خفيفة الظل للعطار مين يأمنلك مين وأنت عينيك حلوين.. خايف وأنت شاغلني تشغل ناس تانيين.
ورفض العطار أن يرتدي الجلباب ويغني كفلاح مغنواتي في فيلم حسن ونعيمة حيث آلت البطولة لمحرم فؤاد.. وقدم في بداية مشواره عدة أفلام.. احترس من الحب مع زبيدة ثروت والنغم الحزين مع سامية جمال وبنات بحري مع عبد السلام النابلسي والرائعة زينات صدقي.
وبرغم أنه امتد به العمر لمابعد الثمانين عاما إلا أنه اعتزل مبكرا وانشغل بنقابة الموسيقين والعمل السياسي كعضو في مجلس محلي القاهرة وبرغم وفاة عبد الحليم مبكرا وقد أصبحت الساحة خالية وكان العطار لا يقل انتشارا عنه إلا أنه ظل في نفس الدائرة هذا لو سلمنا أن حليم كان يسيطر على الساحة ويمنع المواهب الأخرى.
فالعطار ولد 1938 وعاش حتى2021.. ولكن ابنه أحمد صدر له ألبومين حتى الآن وربما يكون امتدادا لوالده.. ومما لاشك فيه أن أغاني العطار الكبير كانت ومازالت تعيش معنا حتى الآن.. دوبوني الغمزين اللي فوق الوردتين.. لما يضحك لي ياعيني..بانسى نفسي رحت فين.. وأغنية قمري أنا روحي أنا لسة النهارضة بعرفه وكأني عارفه من سنة.
ومن المؤكد أن هناك أشخاصا تراهم لأول مرة وتحس أنك تعرفهم منذ سنوات وربما يكون ذلك متعلق ببعض الإشارات الواردة من المخ ولكنها تواكب ارتياح نفسي وانسجام فكري.. ومازالت كنوز زمن الفن الجميل ذاخرة بالألحان والكلمات والذكريات التي لاتنضب.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية