أسوء أنماط البشر هذا الشخص المبتلى بعقلية القطيع، يقول إن أحسن الناس أحسنت وإن أساءوا أسأت، ولا شك أن المعنى واضح أن هذا الشخص يسير في الحياة من غير هدف.
وهذا الأمر يذكرني بحكاية قديمة «عن ملك كان يسير في موكب مُهيب وخلفه الرعية، وإذ بصوت ينادي من بعيد أيها الحمقى انتبهوا أمامكم حفرة سحيقة، نظر الملك خلفه فوجد الشعب وراءه، فقال هل يمكن أن أكون مخطئاً وهؤلاء جميعاً خلفي، وواصل السير، وارتبك الشعب بعض الشيء، وقالوا هل يمكن أن نكون مخطئين والملك أمامنا يسير بهذه الثقة، وواصلوا السير، في الوقت الذي ظل فيه المنادي يُنادي.. انتبهوا أنتم تسيرون إلى الهاوية، فجأة انتبهوا إلى تلك الحفرة السحيقة، ولكن عندما كانوا جميعاً يهوون إلى القاع».
تبقى هذه الحكاية مثال للضعف والخوف وبدون رأي أو وعي، فيكون الشخص في جميع الأحوال متبوع يتبع أثر غيره ويفعل كما يفعل، لذلك يستسهل التقليد حتى اعتاد على ألا يفعل شيء، ولكنه لا يسكت على الإطلاق ويشتكي الظلم وهو في الحقيقة ظالم لنفسه لأنه أفرغ عقله من التفكير وسار وراء غيره من أفراد القطيع، حتى أصبحنا كالقطيع نقبل الذل على النفس والرضا به.
هذا الأمر ليس وليد لحظة إنما نتاج بيئة وتعليم حتى أصبح جزء من ثقافتنا.. «ثقافة القطيع».
لم نقصد أحداً!!
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية