الأمن يُعد أحد أبرز القضايا التي تشغل بال المجتمعات على مر العصور، حيث يسعى جميع أفراد المجتمع إلى تحقيقه وحمايته بوصفه ركيزة أساسية لاستمرارية الحياة واستقرارها وازدهارها.
يمنح الأمن الأفراد، مهما اختلفت مواقعهم داخل المجتمع، شعوراً بالطمأنينة والسكينة. ومن أهم الأسس التي يُبنى عليها الأمن: العدل والمساواة. غير أن هناك أطرافاً تتربص وتستغل الفوضى والإخلال بالأمن كسلاح لزعزعة استقرار المجتمعات المستقرة، من خلال نشر الخوف وإثارة الفتن بهدف السيطرة عليها.
هذه الممارسات تؤدي في نهاية المطاف إلى انهيار الأمم في وقت تراجعت فيه القيم الإنسانية وانتشرت النزاعات والصراعات التي تهدد سلامة الشعوب. ونتيجة لذلك، يصبح الانهيار حتمياً، فتنهار الحكومات، وتُحل الجيوش، وتضيع الشعوب بين الحروب والمآسي.
وما يزيد من تفاقم هذه الكوارث هو تبريرها باسم الدين، حيث يُتهم المجتمع بالكفر بينما يزعم المخرّبون أنهم «المؤمنون». وفي ظل ذلك، يفقد الناس الأمن والغذاء والكساء والمأوى، ويتحولون إلى لاجئين مشتتين في مختلف أنحاء العالم. لا يمكن للإنسان أن يعيش في مكان لا يشعر فيه بالأمان على نفسه وماله وعِرضه.
لكن في نهاية المطاف، يبقى الحساب يوم القيامة، حيث سيمثل الجميع أمام الله عز وجل ليحاسبوا على أفعالهم. لم نخص أحداً بعينه!
لم نقصد أحداً!!