أعلن المؤتمر الدولي للصيدلة والطب في نسخته الثالثة عشرة (ICPM 2025) عن إطلاق 3 مصانع دوائية جديدة في إمارة الشارقة، من خلال شراكة بين شركات محلية وعالمية، باستثمارات تجاوزت 84 مليون دولار (ما يعادل نحو 308.7 مليون درهم).
وجرت مراسم توقيع الاتفاقيات مساء الخميس الماضي على هامش اليوم الأخير من فعاليات المؤتمر، التي استضافها مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار.
تأتي هذه المصانع الجديدة لتعزز وتثري القطاع الدوائي في دولة الإمارات، خاصة في إمارة الشارقة، بما يمثل دفعة نوعية للاستثمار وتحقيق تقدم في هذا المجال.
تخصصت المصانع الثلاثة في إنتاج مجموعة متنوعة من المنتجات الطبية، تشمل أدوية الجهاز التنفسي وقطرات العيون، إلى جانب كبسولات المضادات الحيوية، أدوية الجهاز الهضمي، ومنتجات الإسعافات الأولية.
وأُعلن أن هذه المصانع إما دخلت مراحل التخطيط أو بدأت فعليًا في البناء، حيث من المقرر الانتهاء من أعمالها بحلول منتصف أو نهاية عام 2026.
وفقًا لما أوضحه الدكتور منير ريان، رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر، فإن هذه الاستثمارات الجديدة تهدف إلى تعزيز الشراكات الاستراتيجية بين الشركات الإماراتية ونظيراتها العالمية في القطاع الدوائي.
وأكد أن هذه الخطوات تدعم مسيرة الدولة نحو تحقيق الريادة الاقتصادية في قطاع الأدوية على مستوى المنطقة، مضيفًا أن تطوير الصناعة الدوائية يمثل محورًا أساسيًا لتحقيق نمو اقتصادي مستدام للدولة.
وأشار الدكتور ريان إلى أهمية هذه المصانع من حيث توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي والابتكارات الحديثة في مجال الإنتاج. المصنع الأول، الذي ينفذ بالتعاون بين شركة وطنية وأخرى هندية، سيعمل على إنتاج 8 أنواع من قطرات العيون و4 منتجات خاصة بالجهاز التنفسي بتكلفة تصل إلى 44 مليون دولار. يتكون المصنع من ثلاثة طوابق مخصصة للبحث والتحليل والمختبرات وخطوط الإنتاج والمستودعات. ومن المتوقع بدء تشغيل المصنع بحلول أواخر 2026.
أما المصنع الثاني، فهو يمتد على مساحة 10 آلاف قدم مربع باستثمار يقدر بنحو 35 مليون دولار. سيركز على إنتاج كبسولات المضادات الحيوية وأدوية المعدة إلى جانب الكبسولات الجيلاتينية وخطوط التعبئة الثانوية. سيصل الإنتاج السنوي للمصنع إلى 600 مليون كبسولة عند بلوغ قدرته التشغيلية القصوى عبر مراحل تشغيل متعددة، ومن المتوقع الانتهاء من عملية البناء منتصف العام المقبل.
المصنع الثالث سيكون مخصصًا للمعدات الطبية ومنتجات الإسعافات الأولية، ويُقام على مساحة تصل إلى 20 ألف قدم مربع بتكلفة تقديرية تبلغ 5 ملايين دولار. سيبدأ العمل عليه نهاية عام 2025 ويهدف لإنتاج مواد الإسعافات الأولية وتغليفها مع التركيز على التصدير للأسواق الخارجية، على أن يتم الانتهاء من العمليات الإنشائية وتشغيل المصنع مطلع عام 2026.
أكد الدكتور ريان أن دولة الإمارات باتت منصة عالمية مفتوحة لأحدث الابتكارات في القطاعين الدوائي والصيدلاني. وبيّن أن النمو المطرد في عدد المصانع الدوائية يعكس التزام الدولة بتعزيز الاستثمار في هذا القطاع مدعومًا بتوفر بنية تحتية متطورة تشمل شبكات النقل والمطارات والمناطق الحرة. وأضاف أن هذا التوجه يؤكد ريادة الإمارات كمركز عالمي للتقنيات المتقدمة والذكاء الاصطناعي في مجال الصحة والابتكار الدوائي.