أكد الدكتور جمال أبو الفتوح، عضو مجلس الشيوخ، أن مأساة الأشقاء في غزة، على الرغم من قسوتها ومرارتها، كشفت عن حقائق ظلت غائبة عن المشهد العالمي لسنوات طويلة. فقد أثبتت هذه الأزمة أن الدولة المصرية هي الداعم الأول والحقيقي للقضية الفلسطينية في المنطقة.
وقال إن مؤسسات الدولة المصرية لم تتوانَ عن بذل كل جهد لتخفيف المعاناة الإنسانية عن الشعب الفلسطيني، في مواجهة محنة تاريخية فرضت عليهم سياسة التجويع عقاباً على اعتراضهم على انتهاكات قوات الاحتلال الإسرائيلي. تلك السياسات حولت غزة إلى سجن كبير قبل الحرب، ثم قامت بتدمير بنيتها التحتية بشكل شبه كامل بعد أحداث السابع من أكتوبر.
وأشار أبو الفتوح إلى أن مصر تحملت الجانب الأكبر من مساعدة غزة، حيث اصطفت القوافل الإنسانية أمام معبر رفح تنتظر الدخول، رغم محاولات الاحتلال تعطيل العمل بالمعبر لزيادة الحصار على المدنيين.
وأضاف أنه بفضل الضغوط والتحركات الدبلوماسية المصرية، تم السماح بعبور المساعدات الإنسانية التي حملت مختلف الاحتياجات الأساسية التي تلزم المواطنين وسط الحرب المستمرة. بذلك، نجحت مصر في فضح الوجه الحقيقي للاحتلال ودحض الأكاذيب المتداولة حول غلق المعبر، محققة نصراً دبلوماسياً كبيراً.
وأشار إلى أن مصر كانت المحور الأساسي لتمرير المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، حيث استقبلت على أراضيها نحو 50 دولة أرسلت مساعداتها عبر الجو والبر لصالح سكان القطاع.
ولفت إلى أن مطار العريش الدولي لعب دوراً بارزاً في هذه الجهود، إذ تحول منذ اليوم الأول لاختياره كمركز لاستقبال المساعدات الدولية إلى ورشة عمل متكاملة نظراً لقربه من معبر رفح البري ومعبر كرم أبو سالم.
وأوضح الدكتور جمال أبو الفتوح أن الجهود المصرية لم تقتصر على إدخال المساعدات عبر المعابر البرية فقط، بل تضمنت أيضاً الإسقاط الجوي للإمدادات الغذائية والإنسانية في المناطق التي يصعب الوصول إليها بسبب العمليات الإسرائيلية أو اعتداءات المستوطنين على قوافل المساعدات.
وشدد إلى أن هذه الجهود كان لها أثر واضح في تخفيف المعاناة عن الأشقاء الفلسطينيين. وفي الوقت ذاته، كثفت الدولة المصرية من تحركاتها الدبلوماسية على كافة المستويات لحشد الدعم الدولي لفلسطين ومنع أي محاولات لتصفية القضية عبر التهجير القسري لأهالي الضفة الغربية وقطاع غزة.