أكد المهندس هاني العسال، عضو مجلس الشيوخ، أن إعادة فتح ملف التهجير القسري للشعب الفلسطيني تأتي في ظرف بالغ الحساسية، ما يكشف عن العقلية الغربية التي تضع مصالح تل أبيب فوق حقوق شعب كامل.
وأشار إلى أن سياسة التهجير القسري تتعارض بوضوح مع مبادئ حقوق الإنسان التي طالما تغنى بها الغرب تاريخيًا، مما يعكس ازدواجية المعايير التي تنتهجها الإدارة الأمريكية الجديدة على خطى إدارة بايدن.
وأوضح «العسال» أن تصريحات ترامب الأخيرة تخلو من أي أسس أو دلائل دولية، متسائلًا عن حق أي جهة في إجبار شعب كامل على ترك أرضه تحت مبرر «تطهير غزة».
الشعب الفلسطيني صمد في وجه الإبادة الجماعية البشعة
وأكد أن الشعب الفلسطيني، رغم مرور أكثر من عام على بدء الحرب وما صاحبها من استشهاد الآلاف من الأطفال والنساء، صمد في وجه الإبادة الجماعية البشعة التي مثلت واحدة من أسوأ الجرائم في التاريخ الحديث.
وبرغم كل المعاناة، رفض الشعب الفلسطيني التنازل عن أرضه أو السماح بحدوث نكبة جديدة، وتمسك بحقه حتى توصلت المفاوضات الأخيرة إلى اتفاق وقف إطلاق النار، رغم حجم الدمار الهائل الذي خلّفه الصراع، ومع ذلك، جدد ترامب دعوته للتهجير القسري، في خطوة تمثل تحديًا صارخًا لسيادة الدول المجاورة.
وأشار عضو مجلس الشيوخ إلى أن مصر كانت حاسمة منذ البداية في رفض دعاوى التهجير القسري مع اندلاع الحرب، ونجحت في فضح الازدواجية الغربية والتناقض الواضح لدى حلفاء بنيامين نتنياهو.
كما أبرزت مصر خطورة هذه التصريحات على القضية الفلسطينية، موضحًا أن تهجير الفلسطينيين يعني عمليًا تصفية القضية بالكامل وإهدار دماء الشهداء الذين بذلوا أرواحهم لإعادة إحياء القضية وجعلها محط اهتمام العالم بأسره.
مصر تعتبر القضية الفلسطينية المحور الأساسي لاستقرار الشرق الأوسط
وأكد المهندس هاني العسال أن الموقف المصري من هذه التصريحات كان واضحًا وحاسمًا بشدة، حيث شددت الدولة على التزامها بثوابت ومحددات التسوية السياسية للقضية الفلسطينية.
أوضحت مصر أنها تعتبر القضية الفلسطينية المحور الأساسي لاستقرار الشرق الأوسط، وأن استمرار الاحتلال وعدم عودة الحقوق المغتصبة للشعب الفلسطيني يمثل العامل الرئيسي لغياب الاستقرار في المنطقة.
وأشاد عضو مجلس الشيوخ بجهود الدبلوماسية المصرية التي تعاملت مع القضية بحكمة وثبات، محققة توازنًا حقيقيًا بين حماية الأمن القومي المصري ودعم الأشقاء الفلسطينيين.