أعلنت مصر موقفها الوطني الثابت بكل حسم ووضوح أمام تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي تضمنت دعوات لتهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن كجزء من حل للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.
جاء الرد المصري متماسكًا ومعبّرًا عن إرادة شعبية ورسمية رفضت تمامًا مثل هذه الأفكار التي تتجاهل الحق الفلسطيني التاريخي في أرضه.
فور إطلاق ترامب لتصريحاته الاستفزازية، اتحدت كافة الأطياف السياسية والاجتماعية في مصر للتعبير عن رفضها المطلق لهذه الأقوال، التي تكشف القناعات المخفية والنوايا السيئة لصاحب فكرة صفقة القرن وخارطة الشرق الأوسط الجديد.
من الأزهر الشريف الذي أكد في بيان قوي دعمه للقضية الفلسطينية كقضية عقيدة ووطن، إلى الكنيسة القبطية التي شددت على التزامها التاريخي بالدفاع عن الحقوق العربية، وقف المصريون جميعًا على قلب رجل واحد في رفض تهجير الفلسطينيين أو المساس بوحدتهم الوطنية، وأمتد الأمر إلى مجلس النواب والأحزاب السياسية والهيئات والجمعيات، وتحولت صفحات السوشيال ميديا لجموع الشعب المصري إلى رفض قاطع للتهجير ودعم كامل للشعب الفلسطيني.
جددت القيادة السياسية المصرية، وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي، تأكيدها على التزام مصر بحل الدولتين كخيار وحيد لإنهاء الصراع، مع إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
واعتبر السيسي أن أي حديث عن تهجير الفلسطينيين هو خروج عن الشرعية الدولية، وتجاهل لمعاناة الشعب الفلسطيني الذي يناضل من أجل استعادة حقوقه.
عبّر المثقفون والكتاب المصريون عن غضبهم من الطرح الأمريكي الذي ينقل أزمة الاحتلال الإسرائيلي إلى دول الجوار. وأكدوا أن مصر، بتاريخها العريق وموقفها الثابت، لن تقبل أن تكون جزءًا من مخطط ينتهك حقوق الفلسطينيين ويكرّس الاحتلال الإسرائيلي.
مصر، التي خاضت حروبًا من أجل الدفاع عن الحقوق العربية، أكدت عبر تاريخها أنها لن تسمح بالمساس بالقضية الفلسطينية أو حقوق الشعب الفلسطيني. فقد كانت ولا تزال الحاضنة الأولى للقضية، والمدافع الأبرز عن حق الفلسطينيين في العودة إلى أرضهم.
باختصار.. جاء الرفض المصري ليذكّر المجتمع الدولي بمسؤولياته تجاه الشعب الفلسطيني، وضرورة العمل على تحقيق سلام عادل ومستدام بدلاً من الترويج لحلول غير واقعية وغير مقبولة. كما دعا المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل لإنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية، بدلاً من محاولة تصدير أزماتها إلى دول أخرى.
تبقى كلمة.. أكدت مصر أنها ستبقى دائمًا صوت الحق وصمام الأمان في المنطقة، داعمةً للشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، ورافضةً لأي حلول تنتقص من عدالة قضيته.