يعتقد البعض أن حياة الفنانين والإعلاميين والمشاهير عامة مثالية للغاية، تخلو تمامًا من المشاكل، الضغوط، والمتاعب. لكن هذا التصور بعيد كل البعد عن الحقيقة.
في نهاية المطاف، الفنان والإعلامي إنسان عادي، ذو طبيعة بشرية ضعيفة، يتأثر بما يحيط به كما بقية البشر. ومع ذلك، بسبب الشهرة التي يتمتع بها، قد يضطر لإخفاء الصعوبات التي يمر بها، وربما يبتعد عن الأنظار لفترة لتجنب مواجهة أسئلة لا يجد لها إجابات.
ومع هذا، فإنه يعيش حياته بصورة طبيعية، شأنه شأن أي شخص آخر. هذا الجانب بالتحديد قد يعجز البعض عن استيعابه.
عندما يغيب شخص ما فجأة ويكشف لاحقًا عن إصابته بمرض، لا يعني ذلك أنه يسعى إلى استعطاف الآخرين كما يظن بعض الأشخاص السلبيين. بل هو فقط يسرد تجربة قاسية مر بها ولحظة صعبة شكلت جزءًا من حياته.
هذا ما حدث مع الفنان أحمد فهمي، الذي صدم جمهوره بالإعلان عن إصابته بمرض القلب وخضوعه لعملية قلب مفتوح.
قد ينظر البعض للاعتلال القلبي على أنه مرض بسيط لا يستدعي القلق أو المبالغة، ولكن الواقع أكثر تعقيدًا. فهو قد يهدد حياة الإنسان ويقلبها رأسًا على عقب.
أصعب ما يمكن أن يمر به أي إنسان هو أن يفقد صحته نتيجة توتره الناجم أساسًا عن تعاملات سيئة أو ضغوط يفرضها المحيطون به. هذه الحياة الصعبة قد تسلب أي شخص ما تبقى له من راحة نفسية وسلام داخلي، وتضعه في دوامة انفعالية مستمرة تقوده في النهاية للإصابة بأمراض جسيمة.
الأصعب من ذلك كله هو تلك اللحظات القاسية في غرفة العمليات، حيث يشعر الشخص أنه أمام المجهول. لا يعلم ما ينتظره في الثواني القادمة، ولا يدري إذا ما كان سيعود لأحبائه أم ستكون تلك اللحظات هي الأخيرة في حياته. المرض وغرف العمليات تمثل مواجهة مباشرة مع الحياة والموت، وتشبه القبر في عمقها وغموضها.
عندما شارك أحمد فهمي تجربته ومعاناته مع مرض القلب وعملية القلب المفتوح، لمس الكثيرون معنى تلك الصدمة التي تأتي فجأة لتغير حياة الإنسان بالكامل. المرض ليس مجرد مطب عابر، بل محطة فاصلة تجعلنا نعيد التفكير في كل شيء.
إنه قد يجعلنا نتساءل عن قيمة حياتنا، كما فعل أحمد فهمي عندما تساءل كيف قضاها وهو يسعى وراء أشياء قد تسلبه صحته في لحظة، وفي النهاية يجد أنها لم تكن تستحق.
في قصة أحمد فهمي عبرة كبيرة لنا جميعًا: لا شيء في هذه الحياة يستحق أن نخسر صحتنا لأجله، ولا أحد يستحق أن نشغل بالنا به حد الإضرار بأنفسنا. وفي النهاية، نرجو له الشفاء والعافية، وأن يحفظه الله لكل من يحبونه.