أفضل وسيلة لاكتشاف حقيقة الإنسان تكمن في أسلوب تعامله مع الآخرين، وبالأخص مع أولئك الذين هم أقل منه مكانة في المال أو العلم أو الوظيفة.
إذا تعاملت مع من هم أقل منك باحترام ورفق، فهذا دليل على أن معدنك نقي كذهب. أما إذا كان تعاملك معهم يحمل الإساءة أو التحقير، فأنت من معدن رخيص يشبه الصفيح. هذه الطريقة البسيطة تُمكّن أي شخص من فهم معادن الناس بشكل واضح.
الأمثلة على ذلك كثيرة وماثلة أمامنا. لكل إنسان مفتاح يكشف جوهره، سواء كان طيبًا أم خبيثًا. فالإنسان الطيب تظهر طيبته في احترامه للآخرين، خاصة لمن هم تحت مسؤوليته، كمدير يحترم مرؤوسيه ويتحدث معهم بلطف ويوجه لهم الكلمة الطيبة دون تردد، لأن الكلمة الطيبة صدقة.
أما أصحاب المعادن الرخيصة فهم يستهينون بمن حولهم، ويثيرون الفتن، متباهين بصمتهم الذي يفسرونه على أنه خوف، في حين أن الصمت غالبًا ما يكون نتيجة الحاجة والضغوط.
يظل هؤلاء المحقرون في غيّهم، غافلين عن دروس التاريخ. لم يتعلموا الدرس من نهاية فرعون الذي تجبر وقال «أنا ربكم الأعلى»، ولا ممن كان يومًا ما عظيم الشأن ولكنه الآن يسعى للظهور في مواقف العزاء فقط ليُذكر الناس أنه ما زال موجودًا.
لم نقصد أحداً !!