الرجل الأهوج، الذي يُشار إليه شعبيًا بـ«الرجل العصبي»، هو ذلك الشخص سريع الانفعال الذي قد يحوّل أبسط الأمور إلى أزمات كبيرة. في كثير من الأحيان، يبدو عاجزًا عن فهم حالته أو التحكم بها، مما يجعله مصدر ضرر لنفسه ولبيئته المهنية والاجتماعية.
هذا النوع من الشخصيات عادةً ما يشعر بالإهانة لمجرد اختلاف الآخرين معه في الرأي، ويشتهر بتصرفات يصفها الناس بالحمق أو التهور. ورغم أن هذا الرجل قد يكون محقًا في بعض المواقف، إلا أن أسلوبه في التعامل ينفر الآخرين عنه.
غالبًا ما يتميز الرجل الأهوج باضطراب نفسي واضطرابات على المستوى العائلي. الهدوء بالنسبة له أمر بعيد المنال، ولا يبدو أنه يستفيد من حكم وأمثال الأقدمين، مثل المثل الصيني الذي يقول: «لا تنتقم.. اجلس على حافة النهر وسترى يومًا جثة عدوك تطفو عليه».
كل من يحمل هذه الصفة يتسبب في أذى مباشر لحياته المهنية وعلاقاته الاجتماعية، وقد يجد صعوبة في تكوين صداقات بسبب مزاجه الحاد ومشاعره المضطربة. يميل إلى الشك في كل ما يُقال له، حتى وإن كان الكلام يصب في مصلحته.
المشكلة الكبرى تظهر عندما يكون هذا الرجل في موقع سلطة وظيفية، حيث يصبح تعامل المرؤوسين معه تحديًا حقيقيًا. فتتأرجح مواقفهم بين الامتثال لتعليماته التي قد تُلحق الضرر بالعمل، مما يجعل ولاءهم للوظيفة موضع شك، أو رفض الانصياع له مما قد يعرّضهم لعقوبات قاسية. وفي مثل هذه الحالات، يبدو الحل الوحيد المتاح هو التقرب إلى الله بالدعاء والصبر أمام هذه المعاناة.
لم نقصد أحداً !!