مصر عبر تاريخها الطويل لم تسقط أبدًا بفعل قوة خارجية فقط، بل كان هناك دومًا طابور خامس في الداخل يعمل كخنجر مسموم في ظهر الوطن، يمهّد الطريق للأعداء ليعبثوا بمقدّرات الدولة.
في قلب هذا الطابور، تقف جماعة الإخوان المسلمين، ذلك الكيان الخائن الذي لم يعرف الولاء لمصر لحظة واحدة منذ نشأته، والذي لطالما باع الوطن في مزاد العمالة لأعدائه.
عندما نراجع سجل هذه الجماعة، نجد تاريخًا أسود مليئًا بالمؤامرات والخيانة والدماء، لا يعرفون سوى لغة الإرهاب، ولا يحترمون سوى أوامر أسيادهم في الخارج. كلما تقدمت مصر، حاولوا جرّها للخلف، وكلما وقفت على قدميها، سعوا لإسقاطها.
ولكن كما لفظهم التاريخ مرارًا، لفظهم المصريون وسيظلون يقفون لهم بالمرصاد. هذا ليس مقالًا لكشف الحقيقة فقط، بل شهادة موثقة عن أكبر خيانة تعرضت لها مصر، على يد جماعة باعت نفسها للشيطان، وحاولت أن تحكمنا بالنار والدم.
الإخوان منذ نشأتهم لم يكن هدفهم نشر الإسلام كما يدّعون، بل زرع كيان سري داخل الدولة المصرية، يخدم مصالح قوى خارجية، ويعمل على اختراق المؤسسات، وإسقاط الحكومات الوطنية.
حسن البنا لم يكن قائدًا دينيًا، بل كان أداة بريطانية لضرب الحركة الوطنية المصرية، وبدلًا من محاربة الاحتلال، انشغلوا بقتال المصريين، وتنفيذ الاغتيالات السياسية، وإشعال الفتن.
اعتمدوا على القتل والترويع كوسيلة لإرهاب كل من يقف في طريقهم، فقتلوا محمود فهمي النقراشي لأنه قرر حل الجماعة بعد أن كشف حقيقتها. لم تكن هذه سوى البداية لسلسلة من الجرائم التي لا تزال مستمرة حتى اليوم، الإخوان لا يعرفون شيئًا اسمه «الوطن»، لأنهم يعتبرون أن «الجماعة» هي وطنهم الوحيد، ولهذا لم يكن غريبًا أن يتحالفوا مع كل من يريد إسقاط مصر، منذ نشأتهم وحتى الآن.
تحالفوا مع الاستعمار، لم يحملوا السلاح في وجه الاحتلال البريطاني، بل كانوا وسيلة لتخريب الحركة الوطنية، وعندما حارب المصريون لتحرير قناة السويس، كان الإخوان يخططون للانقلاب على النظام، لا لمقاومة الاحتلال.
تحالفوا مع الغرب، وفي الستينيات، فتح لهم الغرب أبوابه، وبدأ استخدامهم كأداة لمحاربة الأنظمة الوطنية في العالم العربي، بريطانيا وأمريكا وفرنسا وفروا لهم التمويل والحماية، لأنهم يدركون أن الإخوان مجرد دُمى تحركها المصالح الخارجية.
تحالفوا مع إسرائيل وتركيا وقطر، ففي كل أزمة تمر بها مصر، يظهر الإخوان كعملاء لصالح القوى المعادية، في أزمة سد النهضة دعموا الموقف الإثيوبي ضد مصر، في حرب غزة لم يقدموا دعمًا حقيقيًا للمقاومة، بل اكتفوا بالمتاجرة بالقضية لصالحهم، في ثورة 30 يونيو تحالفوا مع أجهزة استخبارات أجنبية لمحاولة إعادة حكمهم بالقوة، الإخوان لا يعيشون إلا في ظل الفوضى، لأنهم يدركون أنهم عاجزون عن النجاح في دولة قوية، ولهذا كلما حاولت مصر النهوض، وجدناهم يحاولون إسقاطها بكل الوسائل الممكنة.
في 25 يناير 2011، لم يكن الإخوان جزءًا من الثورة في البداية، لكنهم سرعان ما قفزوا إلى المشهد بعد أن تأكدوا أن النظام بدأ في التهاوي، استغلوا الفوضى، تحالفوا مع القوى الغربية، وخدعوا المصريين بشعارات زائفة عن الديمقراطية، لكن عندما وصلوا إلى الحكم في 2012، لم يقدموا لمصر أي مشروع وطني، بل كان كل همهم هو السيطرة على الدولة ومؤسساتها، وإقصاء كل من يعارضهم.
انهار الأمن، وانتشرت الفوضى، وعاد الإرهاب ليضرب في كل مكان، حاولوا إخضاع الجيش والشرطة والقضاء لمكتب الإرشاد، ليكونوا مجرد أدوات في يد التنظيم، بدأوا التفاوض سرًا مع إسرائيل وأمريكا لضمان دعمهم في البقاء بالحكم، مقابل التنازل عن الأمن القومي المصري، لكن الشعب المصري كان لهم بالمرصاد، وخرج بالملايين في 30 يونيو 2013، ليُسقط حكمهم، ويؤكد أن مصر لن تكون رهينة في يد خونة.
بعد أن طردهم المصريون من الحكم، لم يتعلم الإخوان الدرس، ولم يحاولوا الاعتذار للشعب، بل عادوا إلى أسلوبهم القديم، تحالفوا مع تركيا وقطر، وبدأوا التحريض ضد مصر في الإعلام، دعموا الإرهاب في سيناء، وساعدوا التنظيمات المتطرفة في تنفيذ عمليات إرهابية ضد الجيش والشرطة، سعوا لتشويه صورة مصر دوليًا، وحرّضوا الحكومات الغربية ضد الدولة المصرية، الإخوان اليوم ليسوا أكثر من مجموعة من العملاء المأجورين، يعملون لصالح من يدفع أكثر، ويخدمون أجندات معادية لمصر.
اليوم، لم يعد هناك مجال للشك، الإخوان ليسوا فصيلاً سياسيًا، بل تنظيم إرهابي هدفه إسقاط الدولة المصرية، هم السبب في معاناة المصريين عبر تاريخهم الطويل من الخيانات والتآمر، هم من حاولوا بيع الوطن مقابل بقائهم في الحكم، هم الذين فتحوا أبواب مصر للإرهابيين، وتآمروا على جيشها، وسعوا لتقسيمها، مصر قوية، والإخوان انتهوا، هذا هو الدرس الذي لقّنه لهم المصريون، وسيلقنونه لكل من يفكر في إعادة إنتاجهم بأي صورة.
الإخوان جماعة لا تعرف معنى الوطن، ولا تؤمن إلا بالمؤامرات، ولا تعرف إلا الغدر والخيانة، وكل من يتحدث اليوم عن «المصالحة» معهم، لا يدرك حجم الجرائم التي ارتكبوها بحق هذا الشعب، لا مكان لهم في مصر، ولا فرصة لعودتهم، لأنهم ببساطة خانوا الوطن، ومن يخون مصر لا يستحق أن يكون جزءًا منها، المعركة ضدهم لم تنتهِ، لأنهم لا يزالون يحاولون، لكن الشعب المصري لهم بالمرصاد، الإخوان انتهوا، ومصر أقوى بدونهم.
القيادي العمالي المستقل
مؤسس ورئيس المجلس القومي للعمال والفلاحين تحت التأسيس