من العبارات المتداولة في بعض الأعمال الدرامية عبارة «يا فاشل يا فاشل»، حيث نكتفي بالضحك على هذا «الفاشل» دون أن نتوقف لتأمل معنى الفشل نفسه.
في اللغة، يعني الفشل «الخيبة» أو عدم قدرة الفرد على تحقيق ما يطمح إليه. ومع ذلك، فإن هذا الفاشل، كما يتردد في السياق الدرامي، غالبًا لا يعنينا بشخصه أو بفشله، وفقًا للمثل الشعبي الذي يقول: «اللي شايل قربة مخرومة بتخر على دماغه مش دماغ حد تاني».
ما يثير اهتمامنا بشكل أكبر هو ذلك الإنسان الذي يتحمل مسؤولية أكبر من قدراته، لكنه بدلًا من الإقرار بنقاط ضعفه والسعي لتحسينها، يلعب دور الضحية ويلقي اللوم على من يعملون معه، متهمًا إياهم بالكسل أو التقصير.
هذا السلوك ينبع من فشل حقيقي في فهم جوهر المسؤولية التي تتطلب المثابرة والاجتهاد ومجابهة التحديات، لا التذمر من الظروف أو البحث عن أعذار.
المجد الحقيقي لا يتحقق بإلقاء اللوم على الآخرين، وإنما بالعمل الحر والمخلص. الشخص المسؤول هو من يتحلى بروح الحرية بعيدًا عن العبودية بكل أشكالها.
فالعبيد حين يتمكنون من السلطة يحولون كل شيء إلى استعباد. أما المسؤول الحقيقي، فهو شخص يسعى إلى البناء والإيجابية، ولا يقف عند حدود الشكاوى أو الاعتراف بالعجز. إنه يقول «غلبت أنا» وليس «غلب رجائي»، فالفرق كبير بين من يؤثر بالإيجاب ومن يترك أثره بالسلب. وهكذا، ذلك الشخص الذي يأخذ بزمام الأمور لا يمكن أن يقال له «يا فاشل يا فاشل».