حكايات الزمن القديم كانت دائماً مليئة بالعبر والحكمة، وكانت تُروى بأشكال مختلفة سواء في قصص الأطفال أو من خلال الأمثال الشعبية. ومن بين هذه الحكايات التي أتذكرها، قصة الثعلب الصغير وعنقود العنب.
تحكي القصة عن ثعلب صغير كان يتجول في الغابة فرأى عنقود عنب يتدلى من أغصان شجرة عالية. قال في نفسه: “هذا ما أحتاجه لإرواء عطشي.” حاول القفز للوصول إليه، لكنه لم يتمكن. كرر المحاولة مرة واثنتين وثلاثاً، ولكن دون جدوى. وعندما أيقن أنه لن يستطيع الوصول، ابتعد عن الشجرة. خوفاً من أن يكشف أحد في الغابة عن فشله، قال بغرور: «هذا العنب حمضي، ولا أريده».
هذه القصة البسيطة تُظهر بوضوح ما يفعله الفاشلون غالباً. بدلاً من مواجهة أخطائهم أو ضعفهم، يبحثون دائماً عن أعذار تُبرر فشلهم، ويُلقون اللوم على أي شيء أو شخص آخر عدا أنفسهم. قد يكون السبب عنقود عنب أو أي أمر آخر، لكن النتيجة واحدة: تبرير للفشل بدلاً من تحمل المسؤولية.
منذ الصغر، يتعلم الأطفال من مثل هذه الحكايات أن الفاشلين نادراً ما يعترفون بتقصيرهم، وبدلاً من ذلك يبحثون عن “شماعات” لإلقاء اللوم عليها. قد يكون هؤلاء الأشخاص متمسكين بفكرة أنهم مثاليون، وأن المشكلة تكمن في الحكومة أو المجتمع أو العائلة.
وإذا لم يجدوا عذراً مقنعاً، لجأوا إلى أمور غيبية مثل السحر أو العين، بل وربطوها بالدين ليؤيدوا حججهم. والأسوأ أنهم قد يطلبون المساعدة والدعاء من الآخرين، بدلاً من مواجهة ضعفهم ومواصلة المحاولة دون استسلام.