العلاقات بين الناس تبرز بوضوح كيف أن التغيرات أثّرت على كافة جوانب الحياة، حيث أصبح العديد من الأشخاص يُعطون الأولوية لمصالحهم المادية على حساب المبادئ الأخلاقية. باتوا مستعدين للتنازل عن قناعاتهم أو تغيير مواقفهم وفقاً لمَن يخدم مصالحهم، في ظل سيطرة الأنانية على تصرفاتهم دون أي اعتبار لاحتياجات الآخرين.
فقد أصبحت ثقافة الجحود وعدم الاعتراف بالفضل ظاهرة شائعة بينهم، حيث يميلون إلى تحقيق مكاسب سريعة ويفضلون منافعهم الشخصية دون الالتفات للقيم الإنسانية. ستجدهم يدعمونك ويقدمون لك كل ما هو ثمين طالما كانت مصالحهم مرتبطة بك. لكن وبمجرد حصولهم على ما يريدون، يتحول الولاء إلى جفاء، والصداقة إلى عداوة، دون تردد في الإساءة إليك وتهديد سمعتك من أجل تعزيز مكانتهم بين الناس.
الشخص الأناني والمادي لا يتأثر بفقدان أقرب الناس إليه، سواء كان والديه أو أفراد أسرته، بقدر ما يشعر بالحزن إذا لم يحقق مصالحه. يبرر ذلك بأن الحزن لا يعيد فقيداً، بينما خسارة المصلحة تُفوّت عليه الكثير من المكاسب.
وقد أصبحت هذه النظرة جزءاً من الثقافة العامة، لكن لا يمكن إنكار وجود الشرفاء الذين يُضحّون بلا مقابل لتحقيق الخير لأجل الجميع، هؤلاء الذين يمثلون الوجه المشرق للإنسانية رغم كل التحديات. مثالهم المقاومون الذين يرفضون الاستسلام ويتفانون من أجل قيم أكبر، حتى لو كان الثمن حياتهم.