في غزة، الموت يطرق الأبواب كل لحظة.. مشاهد الأطفال تحت الأنقاض، والدماء التي تصبغ الشوارع، لم تعد تحرك ضمير هذا العالم الميت. إسرائيل تواصل إبادة الفلسطينيين على مرأى ومسمع الجميع، بينما يتوزع العالم بين متواطئ، صامت، أو متاجر بدماء الأبرياء.
تحت قصف الطائرات الإسرائيلية، تختنق غزة اليوم، تُباد أحياءها بلا رحمة، ويُقتل أهلها دون أدنى اعتبار لقوانين أو مواثيق دولية.
إسرائيل لا تراوغ فحسب، بل تنفذ خطة إبادة شاملة، تطهير عرقي واضح، وسرقة متواصلة للأرض والهوية.
اللافت أن دونالد ترامب، الذي يعود بقوة إلى الساحة السياسية الأمريكية، لا يتوانى عن تقديم دعم غير مشروط لإسرائيل، سواء بالتصريحات أو بالتمويل العسكري.
وما هو أشد إيلامًا أن جزءًا كبيرًا من هذا الدعم تغذيه استثمارات عربية ضخمة، ضخها العرب إلى السوق الأمريكية، ليجدها ترامب بين يديه، ويحولها إلى سلاح يفتك بالفلسطينيين!
في مواجهة هذا العدوان السافر، تقف مصر وحدها تقريبًا تحاول وقف النزيف.. جهود مصرية جبارة للتهدئة، لكنها تصطدم بجدار من الصمت والتواطؤ.
ومع الأسف، لا يكفي صوت القاهرة وحده حين تصم العواصم الكبرى آذانها، وحين ينشغل العرب والمسلمين عن نصرة القدس وغزة بحسابات المصالح وصفقات التطبيع.
العالم صامت، والأمم المتحدة تكتفي ببيانات باهتة، وكأن دم الفلسطينيين ماء. صمت لم يعد مريبًا فحسب، بل أصبح مشاركة فعلية في الجريمة.
ومع استمرار المجازر، يكشف المشهد أن أكبر أعداء فلسطين اليوم ليسوا فقط الغزاة، بل أولئك الذين يلوذون بالصمت أو يغسلون أيديهم بدموع التماسيح.
باختصار.. غزة لا تحتاج بيانات شجب، ولا اجتماعات جوفاء، بل وقفة حقيقية توقف شلال الدم وتفضح القتلة.. فهل تبقى القضية الفلسطينية وحدها في الميدان، أم يستفيق العرب قبل أن تبتلع النكبة القادمة ما تبقى من شرفهم وكلمتهم؟!