إلى كل من شمتوا في طهران، ووقفوا على التل يصفقون لطائرات إسرائيل، إلى كل من هللوا للعدوان وتناسوا أن إسرائيل لا تقف عند حدود، خاب مسعاكم.. لأن من يدعم الكيان الصهيوني اليوم، سيذوق غدًا من ذات الكأس.
إيران اليوم لا تواجه إسرائيل فقط، بل تقف في وجه تحالف أمريكي-صهيوني-أوروبي يسعى لفرض نسخة جديدة من «الشرق الأوسط الجديد» بالقوة لا بالتفاوض، بالدم لا بالدبلوماسية.
صواريخ شديدة الدقة والتدمير زودت بها واشنطن تل أبيب سرًا، في أكبر عملية دعم نوعي منذ عدوان 2006، بهدف ضرب البنية التحتية العسكرية الإيرانية، وإضعاف قدراتها الردعية إلى الحد الأدنى.
الأهداف الحقيقية وراء العدوان:
1- أمريكا تريد إغلاق الملف النووي بالقوة، بعد فشل كل أدوات التفاوض والعقوبات.. لم يعد الهدف تجميد المشروع النووي الإيراني، بل تدمير قدرة إيران على التهديد أصلًا.
2- إسرائيل تسعى لاستعادة تفوقها الإقليمي عبر تحطيم أي قوة عسكرية في الإقليم، بدءًا من طهران، مرورًا بسوريا، وانتهاءً بحزب الله.
3- بريطانيا وأوروبا في الخلفية، يدعمون الهجوم بصمت، تمهيدًا لتدخل علني لاحق، تحت عنوان «حماية الاستقرار» و«منع التهديد النووي»، لكنهم في الحقيقة يساهمون في صناعة شرق أوسط جديد، تُقصى فيه القوى الرافضة للتطبيع والهيمنة الغربية.
الشرق الأوسط الجديد.. رؤية النار والدم
ما يُراد اليوم هو نسخة صهيونية-أمريكية من الشرق الأوسط الجديد:
* تطبيع كامل بلا شروط مع إسرائيل.
* تفكيك القوى العسكرية غير التابعة للغرب (إيران، حزب الله، فصائل المقاومة).
* نقل مركز القرار من العواصم العربية التقليدية إلى تل أبيب وواشنطن.
* تحويل الخليج إلى بوابة خلفية لتوسيع النفوذ الإسرائيلي الاقتصادي والعسكري.
هذا هو المشروع الحقيقي، وكل من هلل للهجمات على إيران، إنما يصفق لحبل يلتف حول عنقه، لأن النيران حين تشتعل في طهران، لا تتوقف هناك، إنها تنتقل شرقًا وغربًا وجنوبًا، لتلتهم كل من اعتقد يومًا أن أمنه في التبعية، وأن خلاصه في التحالف مع أمريكا وإسرائيل.
خاب مسعاكم
لأن التاريخ علّمنا أن كل وحش تربيه أمريكا، سيفترس أصدقاءه قبل أعدائه، واليوم، الوحش اسمه إسرائيل.. والدمار قادم ما لم تُوقف هذه اللعبة الجهنمية قبل فوات الأوان.
نداء إلى من بقي فيه نبض من عروبة
إلى العواصم التي لم تُبع بعد في المزاد، إلى الشعوب التي ما زالت تؤمن بالكرامة والسيادة، إلى من يعرفون أن القضية لا تنتهي عند طهران، بل تبدأ منها.. هذا وقت الاصطفاف لا الحياد، ووقت الصحوة لا الخذلان.
إذا سقطت إيران اليوم، لن تكون دمشق أو بيروت أو بغداد أو حتى القاهرة في مأمن غدًا.. فمن يخطط لـ«شرق أوسط جديد» لا يريده عربيًا ولا مستقلًا، بل ممزقًا خاضعًا مستباحًا.
كفى انقسامًا، كفى تواطؤًا بالصمت، وكفى رهانات على عدو لا يعرف إلا لغة الدم.
لنستيقظ جميعًا قبل أن نجد أنفسنا نحارب على خرائط لم نرسمها، ونُقتل بأسلحة دفعنا ثمنها، وتُسحق أوطاننا باسم «السلام» الذي لم يأتِ يومًا من واشنطن وتل أبيب.